تنامين لا تدرين ما ليل ذي هوى

ديوان العباس بن الأحنف

تَنامينَ لا تَدرينَ ما لَيلُ ذي هَوىً

وَما يَفعَلُ التَسهيدُ بِالهائِمِ الصَبِّ

سَلي عَن مَبيتي مَن رَأى ذَلِكَ البَلا

فَباتَ مَبيتي في عَذابٍ وَفي كَربِ

أَدَرتُ الهَوى حَتّى إِذا كانَ كالرَحى

جَعَلتُ لَهُ قَلبي بِمَنزِلَةِ القُطبِ

وَجاهِلَةٍ بِالحُبِّ لَم تَدرِ طَعمَهُ

وَقَد تَرَكَتني أَعلَمَ الناسِ بِالحُبِّ

أَقامَت عَلى قَلبي رَقيباً وَناظِري

فَلَيسَ يُؤَدّي عَن سِواها إِلى قَلبي

وَقَد كُنتُ أَشكو عَتبَها وَعِتابَها

فَقَد فَجَعَتني بِالعِتابِ وَبِالعَتبِ

وَأَظمَأُ مَمنوعَ الوُرودِ إِلَيكُمُ

كَما يَظمَأُ الصادي إِلى البارِدِ العَذبِ

وَقائِلَةٍ بِالجَهلِ يا لَيتَ أَنَّها

تُلاقي الَّذي تَلقى مِنَ الجُهدِ وَالكَربِ

فَقُلتُ لَها ما أَشتَهي أَن يُصيبَها

بَلائي وَلَكِن بَعضُ ما بي مِنَ الحُبِّ

لَعَمري إِن كانَ المُقَرِّبُ مِنكُمُ

هَوىً صادِقاً إِنّي لَمُستَوجِبُ القُربِ

سَأَرعى وَما اِستَوجَبتِ مِنّي رِعايَةً

وَأُنزِلُ بي ذَنباً وَلَستُ بِذي ذَنبِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان العباس بن الأحنف، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات