تكشف ظل العتب عن غرة العهد

ديوان الشريف المرتضى

تكشّفَ ظلُّ العَتْبِ عن غُرّةِ العهدِ

وَأَعدى اِقتِرابُ الوصلِ مِنّا على البُعدِ

تجنّبني من لستُ عن بعضِ هجرهِ

صفوحاً ولا في قسوةٍ منه بالجَلْدِ

نَضَتْهُ يدُ الإعتابِ عمّا سَخِطتُهُ

كما ينتضى العضبُ الجُرازُ من الغِمْدِ

وكنتُ على ما جرّه الهجرُ مُمسِكاً

بحبلِ وفاءٍ غير منفصم العَقْدِ

أمينَ نواحي السِّرِّ لم تَسْرِ غَدرَةٌ

ببالِي ولم أحفِلْ بداعيةِ الصَّدِّ

تَلينُ على مسِّ الإخاء مَضاربي

وإنْ كنتُ في الأقوام مُستخشنَ الحدِّ

وَلَمَّا اِستمرَّ البين في عُدَوائِهِ

تَغوّل عَفوي أو ترقّى إلى جُهدِي

أُصاحبُ حسنَ الظنِّ والشكُّ مُقبلٌ

بِوَجهي إِلى حيثُ اِسترثّتْ عُرا الوُدِّ

إِذا اِتّسَعَتْ في خُطِّةِ الصدّ فِكرتي

تجلَّلني همٌّ يضيق به جِلدِي

وَإِن ناكرتِي خلَّةٌ من خِلالِهِ

تعرّض قلبي يَفتَديها منَ الحِقْدِ

تخال رجالٌ ما رأوا لضلالةٍ

ولنْ تُستَشَفَّ الشمسُ بالأعينِ الرُّمدِ

وكم مُظهرٍ سِيما الودادِ يرونَه

حميداً وما يُخفي بعيدٌ من الحمدِ

وحوشيتُ أنْ ألقاك سبطاً بظاهري

وَأن كنتُ مطويّاً على باطنٍ جَعْدِ

إذا تَركتْ يُمنى يديك تعلُّقِي

فيا ليتَ شعرِي مَنْ تمسَّكُ مِنْ بعدي

إياباً فلم نُشرِفْ على غايةِ النّوى

ولم تَنْأَ كلَّ النأْيَ عن سَنَنِ القصْدِ

فَللدرّ نَثرٌ لَيس يُدفع حُسنُهُ

وليس كما ضمّتْهُ ناحيةُ العِقْدِ

وَلَو لَم يلاقِ القَدْحُ زنداً بمثلِهِ

كَما اِنبَعثت شُهبُ الشّرارِ من الزَّنْدِ

وَقد غاضَ سخطاناً فَهل من صبابةٍ

برأيك إنّي قد تصرّم ما عندِي

هَلُمَّ نُعِدْ صفوَ الودادِ كَما بدا

إعادةَ مَنْ لم يلفِ عن ذاك من بُدِّ

ونَغتَنِمُ الأيّامَ وَهْيَ طوائشٌ

تؤاتي بلا قصدٍ وتأبى بلا عَمْدِ

وَمثلُكَ أَهدى أنْ يعادَ إلى الهُدى

وأَرشدُ أنْ ينحازَ عن جهةِ القَصْدِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الشريف المرتضى، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات