تضاهيك بالجيد الغزالة والصلف

ديوان ابن مليك الحموي

تضاهيك بالجيد الغزالة والصلف

وتسمو عليها بالإضاءة والشرف

ومذ رام بدر التم يحكيك طلعة

فبان به نقص ولازمه الكلف

فهب انه يحكيك معنى وصورة

فمن اين للبدر الرشاقة والطيف

فلو شام قبل النصف منك قلامة

ورام يحاكيها لولى وما انتصف

كذلك غصن البان ما زال عابثا

بقدك حتى عمره ضاع وانقصف

فطوبى لراء ورد وجنته اجتلى

وبشرى لصاد من لما ثغره رشف

فمن ثغره الصبح المبلج يجتنى

ومن خده الورد المدرج يقتطف

فاياك من تلك اللواحظ ان رنت

واياك من ذاك القوام اذا عطف

فمن قده يخشى عليك اذا انثنى

ومن لحظه يخشى عليك اذا رهف

اذاب جوى جسمي بنار غرامه

فلا عجب قلبي عليه اذا نطف

وابقى عقيق الدمع وقفا بمقلتي

واجرى على سفح المحاجر ما وقف

قضى بعده صبري ومن قبل ما قضى

بجسمي اوحى بالسقام وبالتلف

رعى الله عصرا طاب من خمر ريقه

وحيى زماناً بالسوالف قد سلف

شريف جمال حل في القلب ساكنا

ونعم مكانا حل يوما به الشرف

امام من الانصار لا دنس به

ولا عيب الا انه طيب السلف

على نفسه الامساك يخشى من الغنى

على انه لم يخش فقرا ولم يخف

وليس على الانفاق بلحقه الاسى

ولكن على الامساك بأخذه الاسف

هو السيف الا ان ليس به صدا

هو البحر الا ما لجوهره فدف

فتى لا يرى منه اشد اذا سطا

وليس يرى منه ابر اذا رأف

فمن قاسه بالليث لاشك ما درى

ومن قاسه بالغيث لا شك ما عرف

اذا ما العطا والكف عنه سألته

اليك على الحالين مد يدا وكف

على نفسه قد اقسم الدهر حالفا

بمثلك لم يسمح وقام بما حلف

فيا حرم المأوى لمن هو خائف

ويا كعبة الجدوى لمن طاف واعتكف

لعمرك قد تلفت ما ملكت يدي

هواة لاني واثق منك بالخلف

بعيدك قد ضاقت فجد لي تكرما

فانك رب الجود يا واسع الكنف

وخذها عروسا من حماة ولم تكن

لغيرك نهدى في الانام ولم تزف

اتتك تروم النقد منك ونقدها

قبولك اياها على قول من وصف

فلا زلت اهلا للجوائز ما شدا

على غصن بان طائر الدوح او هتف

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن مليك الحموي، شعراء العصر المملوكي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات