تصيح به الأصداء يخشى به الردى

ديوان الفرزدق

تَصيحُ بِهِ الأَصداءُ يُخشى بِهِ الرَدى

فَسيحٌ لِأَذيالِ الرِياحِ العَواصِفِ

إِلَيكَ أَميرَ المُؤمِنينَ تَعَسَّفَت

بِنا الصُهبُ أَجوازَ الفَلاةِ التَنائِفِ

إِذا صَوَّتَ الحادي بِهِنَّ تَقاذَفَت

تَسامى بِأَعناقٍ وَأَيدٍ خَوانِفِ

سَفينَةُ بَرٍّ مُستَعَدٌّ نَجائُها

لِتَوجابِ رَوعاتِ القُلوبِ الرَواجِفِ

عِذافِرَةٌ حَرفٌ تَئطُّ نُسوعُها

مِنَ الذامِلاتِ اللَيلَ ذاتِ العَجارِفِ

كَأَنَّ نَديفَ القُطنِ أُلبِسَ خَطمَها

بِهِ نِدفُ أَوتارِ القِسِيِّ النَوادِفِ

دَعَوتُ أَمينَ اللَهِ في الأَرضِ دَعوَةً

لِيَفرِجَ عَن ساقَيَّ خَيرُ الخَلائِفِ

فَيا خَيرَ أَهلِ الأَرضِ إِنَّكَ لَو تَرى

بِساقَيَّ آثارَ القُيودِ النَواسِفِ

إِذاً لَرَجَوتُ العَفوَ مِنكَ وَرَحمَةً

وَعَدلَ إِمامٍ بِالرَعِيَّةِ رائِفِ

هِشامَ بنَ خَيرِ الناسِ إِلّا مُحَمَّداً

وَأَصحابَهُ إِنّي لَكُم لَم أُقارِفِ

مِنَ الغِشِّ شَيئاً وَالَّذي نَحَرَت لَهُ

قُرَيشٌ هَدايا كُلَّ وَرقاءَ شارِفِ

أَلَم يَكفِني مَروانُ لَمّا أَتَيتُهُ

نِفاراً وَرَدُّ النَفسِ بَينَ الشَراسِفِ

وَيَمنَعُ جاراً إِن أَناخَ فِناءَهُ

لَهُ مُستَقىً عِندَ اِبنِ مَروانَ غارِفِ

إِلى آلِ مَروانَ اِنتَهَت كُلُّ عِزَّةٍ

وَكُلُّ حَصىً ذي حَومَةٍ لِلخَنادِفِ

هُمُ الأَكرَمونَ الأَكثَرونَ وَلَم يَزَل

لَهُم مُنكِرُ النَكراءِ لِلحَقِّ عارِفُ

أَبوكُم أَبو العاصي الَّذي كانَ جارُهُ

أَعَزَّ مِنَ العَصماءِ فَوقَ النَفانِفِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الفرزدق، شعراء العصر الأموي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات