ترى آثارهم إلا أماني

ديوان القاضي الفاضل

تَرى آثارَهُم إِلّا أَماني

طَلولاً بَعدَ ما كانَت مَغاني

كَأَلفاظٍ خَلَت مِن ساكِنيها

فَيا شَوقي إِلى تِلكَ المَعاني

إِلَيها عُدتُ ذا دَمعٍ شُجاعٍ

أَعودُ بِهِ عَلى صَبرٍ جَبانِ

وَهَل لِلمَرءِ إلا حَرُّ نارٍ

إِذا ما لَم يَنَل بَردَ الجِنانِ

وَمَجلِسِ لَذَّةٍ قَلَّبتُ عَيني

بِساحَتِهِ فَلَم أَحمَد عِياني

وَلا ساقٍ بِهِ إِلّا عَذولٌ

سَقاهُ اللَهُ مِمّا قَد سَقاني

عَذولي ما رَأَيتُكَ لي صَديقاً

إِذا ما كانَ شَأنُكَ غَيرَ شاني

فَما هَذا مَكانَكَ مِن دِيارٍ

عَرَفتَ عَلى البِلادِ بِها مَكاني

عَفَت مِن ناظِرِيَّ فَما أَراها

وَعَفّاني السَقامُ فَما تَراني

وَذَكَّرَني وَلا وَالحُبِّ أَنسى

عُهوداً غُصنُ بانٍ غُصنَ بانِ

وَرَوضاً مُسفِراً لي عَن وُجوهِ

وَطَيراً مُخبِراً لي عَن قِيانِ

فَيا لَيتَ المَكانَ يَمُرُّ عَنّا

مُرورَ وَفا المَكانِ مِنَ الزَمانِ

فَيا عَجَباً لِفانٍ مِنهُ يَبكي

لِفانٍ فيكَ يُضمِرُ غَيرَ فانِ

وَطَيِّ وَدائِعِ الخَطَراتِ وَجدٌ

طَواهُ الذِكرُ عَنهُم بَل طَوانِي

يُقيمُ عَلى الزَمانِ وَلَو تَقَضّى

مَدى عُمري أَقامَ بلا زَمانِ

فَيا نَدَمي وَيا ظُلمَ اللَيالي

وَظُلمي اليَومَ في عَضِّ البَنانِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان القاضي الفاضل، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات