تراها إذا صم النهار كأنما

ديوان الفرزدق

تَراها إِذا صَمَ النَهارُ كَأَنَّما

تُسامي فَنيقَن أَو تُخالِسُهُ خَطرا

تَخوضُ إِذا صاحَ الصَدى بَعدَ هَجعَةٍ

مِنَ اللَيلِ مُلتَجّاً غَياطِلُهُ خُضرا

وَإِن أَعرَضَت زَوراءَ أَو شَمَّرَت بِها

فَلاةٌ تَرى مِنها مَخارِمَها غُبرا

تَعادَينَ عَن صُهبِ الحَصى وَكَأَنَّما

طَحَنَّ بِهِ مِن كُلِّ رَضراضَةٍ جَمرا

عَلى ظَهرِ عادِيٍّ كَأَنَّ مُتونَهُ

ظُهورُ لَأىً تُضحي قَياقِيُّهُ حُمرا

وَكَم مِن عَدُوٍّ كاشِحٍ قَد تَجاوَزَت

مَخافَتَهُ حَتّى يَكونَ لَها جَسرا

يَؤُمُّ بِها المَوماةَ مِن لَن تَرى لَهُ

إِلى اِبنِ أَبي سُفيانَ جاهاً وَلا عُذرا

وَحِضنَينِ مِن ظَلماءِ لَيلٍ سَرَيتُهُ

بِأَغيَدَ قَد كانَ النُعاسُ لَهُ سُكرا

رَماهُ الكَرى في الرَأسِ حَتّى كَأَنَّهُ

أَميمُ جَلاميدٍ تَرَكنَ بِهِ وَقرا

جَرَرنا وَفَدَّيناهُ حَتّى كَأَنَّما

يَرى بِهَوادي الصُبحَ قَنبَلَةً شُقرا

مِنَ السَيرِ وَالإِسآدِ حَتّى كَأَنَّما

سَقاهُ الكَرى في كُلِّ مَنزِلَةٍ خَمرا

فَلا تُعجِلاني صاحِبَيَّ فَرُبَّما

سَبَقتُ بِوِردِ الماءِ غادِيَةً كُدرا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الفرزدق، شعراء العصر الأموي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات