تذكر هذا القلب من شوقه ذكرا

ديوان الفرزدق

تَذَكَّرَ هَذا القَلبُ مِن شَوقِهِ ذِكرا

تَذَكَّرَ شَوقاً لَيسَ ناسِيَهُ عَصرا

تَذَكَّرَ ظَمياءَ الَّتي لَيسَ ناسِياً

وَإِن كانَ أَدنى عَهدِها حِجَجاً عَشرا

وَما مُغزِلٌ بِالغَورِ غَورِ تِهامَةٍ

تَرَعّى أَراكاً مِن مَخارِمِها نَضرا

مِنَ العوجِ حَوّاءَ المَدامِعِ تَرعَوي

إِلى رَشَإٍ طِفلٍ تَخالُ بِهِ فَترا

أَصابَت بِأَعلى الوَلوَلانِ حِبالَةً

فَما اِستَمسَكَت حَتّى حَسِبنَ بِها نَفرا

بِأَحسَنَ مِن ظَمياءَ يَومَ لَقيتُها

وَلا مُزنَةٌ راحَت غَمامَتَها قَصرا

وَكَم دونَها مِن عَطِفٍ في صَريمَةٍ

وَأَعداءِ قَومٍ يَنذُرونَ دَمي نَذرا

إِذا أَوعَدوني عِندَ ظَمياءَ ساءَها

وَعيدي وَقالَت لا تَقولوا لَهُ هُجرا

دَعاني زِيادٌ لِلعَطاءِ وَلَم أَكُن

لِأَقرَبَهُ ما ساقَ ذو حَسَبٍ وَفرا

وَعِندَ زِيادٍ لَو يُريدُ عَطاءَهُم

رِجالٌ كَثيرٌ قَد يَرى بِهِمُ فَقرا

قُعودٌ لَدى الأَبوابِ طُلّابُ حاجَةٍ

عَوانٍ مِنَ الحاجاتِ أَو حاجَةٍ بِكرا

فَلَمّا خَشيتُ أَن يَكونَ عَطاؤُهُ

أَداهِمَ سوداً أَو مُحَدرَجَةً سُمرا

فَزِعتَ إِلى حَرفٍ أَضَرَّ بَنِيَّها

سُرى اللَيلِ وَاِستِعراضُها البَلَدَ القَفرا

تَنَفَّسُ مِن بَهوٍ مِنَ الجَوفِ واسِعٍ

إِذا مَدَّ حَيزوماً شَراسيفَها الضَفرا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الفرزدق، شعراء العصر الأموي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات