تذكرت مصرا والأخلاء والدهرا

ديوان ابن نباتة المصري

تذكرت مصراً والأخلاّء والدهرا

سقى الله ذاك السفح والناس والعصرا

وقالت ظنوني في الشآم ادعُ لذةً

فقال لها ماضي الزمان اهبطوا مصرا

تقول أناسٌ إن جلق جنةٌ

فما بال أحشاء الغريب بها حرّى

بروحي فتان اللواحظ أغيد

شديد التجني ما أضرّ وما أضرى

من الغيد يحمي لحظُ عينيه ثغرَه

ولم أرَ سيفاً وحده قد حمى ثغرا

تثنى قضيباً فاح مسكاً رنا طلاً

سطا أسداً غنى حماماً بدا بدرا

وصيرني الواشون حتى حذرتهم

فها أنا مقتولٌ على حبه صبرا

أحاكي حبابَ البابليّ وتغرَه

بدمعيَ واللفظ الجماليّ والدرا

رئيس محا وِزْرَ الزمان بجوده

وشدّ لأبناء الرجا مئزراً إزرا

إذا ما رأيت الدهر يلهب تارة

فنل يا لإبراهيم نأمن به الدهرا

ولذ بحماه للمكارم والهدى

تجد علمه يقري وأضيافه تقرى

ومعدن خير بالفضائل والهدى

لطلابه يهدي الجواهر والنثرا

بفضل يديه أو بفضل دعائه

تشيم وتستسقي الغمائم والقطرا

وقال أناس جاوز الشعرُ قدرَه

فقلت نعم والله قد جاوز الشعرى

ألا أيها المجري له اللوم في الندى

لقد جئت شيئاً في مسامعه نكرا

سريّ سما للفضل والناس هجد

فسبحان من بابن السيادة قد أسرى

له قلم قد جاوز الغيث فاغتدى

ينمق في أرجاء مهرقه الزّهرا

ويبعث من دهم السطور إلى العلى

محجلة في طيِّ أدراجه غرَّا

زهى غصنه حتى إذا خيفت الوغى

رنا وانثنى كالسيف والصعدة السمرا

بيمن امرئٍ أحيى به ميت الرجا

وبدّل عسر الحادثات لنا يسرا

وما فيه من عيب يعد لعائب

سوى أنه بالجود يستعبد الحرَّا

ولله سرٌ في معاليه مودعٌ

ولا عجبٌ للسرّ يستودع الصدرا

أمولاي لي قصدٌ تخطى لك الورى

كما يتخطى الليلَ من يطلب الفجرا

فدونك آمالاً قديماً رجاؤها

ودونك من نظم الثنا غادة عذرا

تناهى الحيا وقتاً وغالبها الجوى

فجاءت تعد السهل نحوك والوعرا

وتشكو عقوق المعرضين وبخلهم

إليك فتلقى عندك البرّ والبحرا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن نباته المصري، شعراء العصر المملوكي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات