تذكرت بين المأزمين إلى منى

ديوان الشريف الرضي

تَذَكَّرتُ بَينَ المَأزِمَينِ إِلى مِنىً


غَزالاً رَمى قَلبي وَراحَ سَليما


لَئِن كُنتُ أَستَحلي مَواقِعَ نَبلِهِ


فَإِنّي أُلاقي غِبَّهُنَّ أَليما


أَصابَ حَراماً يَنشُدُ الأَجرَ غُدوَةً


فَماعادَ مَأجوراً وَعادَ أَثيما


فَلَو كانَ قَلبي بارِئاً ما أَلِمتُهُ


وَلَكِنَّ أَسقاماً أَصَبنَ سَقيما


إِذا بَلَّ مِن داءٍ أَعادَت لَهُ المَها


نُكاساً إِذا ما عادَ عادَ مُقيما


يَظُنّونَني اِستَطرَفتُ داءً مِنَ الهَوى


وَهَيهاتَ داءُ الحُبِّ كانَ قَديما


قَنَصتُ بِجَمعٍ شادِناً فَرَحَمتُهُ


وَأَخفَقَ قَنّاصٌ يَكونُ رَحيما


أَأَغدو مُهيناً بِالحَبائِلِ ساعَةً


غَزالاً عَلى قَلبي الغَداةَ كَريما


تَراءَت لَنا بِالخَيفِ نَفحُ لَطيمَةٍ


سَرَت عَنكَ إِلّا عَبقَةً وَنَسيما


وَلَم أَرَ مِثلَ الماطِلاتِ عَشِيَّةً


ذَواتِ يَسارٍ ما قَضَينَ غَريما


فَلا يُبعِدُ اللَهُ الَّذي كانَ بَينَنا


مِنَ العَهدِ إِلّا أَن يَكونَ ذَميما

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الشريف الرضي، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات