تبكي المراغة بالرغام على ابنها

ديوان الفرزدق

تَبكي المَراغَةُ بِالرَغامِ عَلى اِبنِها

وَالناهِقاتُ يَنُحنَ بِالإِعوالِ

سوقي النَواهِقَ مَأتَماً يَبكينَهُ

وَتَعَرَّضي لِمُصاعِدِ القُفّالِ

سَرِباً مَدامِعُها تَنوحُ عَلى اِبنِها

بِالرَملِ قاعِدَةً عَلى جَلّالِ

قالوا لَها اِحتَسِبي جَريراً إِنَّهُ

أَودى الهِزَبرُ بِهِ أَبو الأَشبالِ

أَلقى عَلَيهِ يَدَيهِ ذو قَومِيَّةٍ

وَردٌ فَدَقَّ مَجامِعَ الأَوصالِ

قَد كُنتُ لَو نَفَعَ النَذيرُ نَهَيتُهُ

أَلّا يَكونَ فَريسَةَ الرِئبالِ

إِنّي رَأَيتُكَ إِذ أَبَقتَ فَلَم تَئل

خَيَّرتَ نَفسَكَ مِن ثَلاثِ خِلالِ

بَينَ الرُجوعَ إِلَيَّ وَهيَ فَظيعَةٌ

في فيكَ مُدنِيَةٌ مِنَ الآجالِ

أَو بَينَ حَيِّ أَبي نَعامَةَ هارِباً

أَو بِاللَحاقِ بِطَيِّءِ الأَجبالِ

وَلَقَد هَمَمتَ بِقَتلِ نَفسَكَ خالِياً

أَو بِالفَرارِ إِلى سَفينِ أَوالِ

فَالآنَ يا رُكبَ الجِداءِ هَجَوتُكُم

بِهِجائِكُم وَمُحاسِبِ الأَعمالِ

فَاِسأَل فَإِنَّكَ مِن كُلَيبٍ وَاِلتَمِس

بِالعَسكَرَينِ بَقِيَّةَ الأَظلالِ

إِنّا لَتوزَنُ بِالجِبالِ حُلومُنا

وَيَزيدُ جاهُلُنا عَلى الجُهّالِ

فَاِجمَع مَساعيكَ القِصارَ وَوافِني

بِعُكاظَ يا اِبنَ مُرَبِّقِ الأَحمالِ

وَاِسأَل بِقَومِكَ يا جَريرُ وَدارِمٍ

مَن ضَمَّ بَطنَ مِنىً مِنَ النُزّالِ

تَجِدِ المَكارِمَ وَالعَديدَ كِلَيهِما

في دارِمٍ وَرَغائِبَ الآكالِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الفرزدق، شعراء العصر الأموي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات