تبارك الله لا أبغي به بدلا

ديوان محيي الدين بن عربي

تبارك الله لا أبغي به بدلا

ولا أراه سوى في الأهلِ والولدِ

عجبتُ من غفلتي عنه به وأنا

منه كما قد علمتم بيضة البلد

اعلم بأنَّ الذي بالعقل أطلبه

لو فات عن بصري ما فات عن خلدي

قد صحَّ بالنقل أنَّ العينَ واحدةٌ

مني ومنه فلا يحجبك بالجسد

فإنه عين كلي هكذا وردت

ظهراً وبطناً وما بالربعِ من أحد

غيري وصورته في الحس صورتنا

بكلِّ وجه وانَّ المر في حيد

قد قال عني أموراً لست أعرفها

فيه فما جاء من غيِّ ومن رَشَد

وقتاً وقتا يميزني عنه ويجمعني

وقتاً عليه به لا بدَّ من عدد

قد حرت فيه فلا أدري أيثبت لي

عين افتقاري أو استغناي في الأبد

من أعجب الأمر أني حادث وأنا

عين القديم بما قد جاء بالسند

بأنه فيّ عين السمعِ والبصرِ

وأنه عينُ ما أسعى به ويدي

إنْ تمت قام لما أبغيه من عمل

به ويكسبه لي وهو ليس يدي

لأنه صح أنَّ العينَ حادثةٌ

مني وكيف يكون الأمر يا سندي

تقابل الأمر فينا والوجود لنا

حقاً يقيناً بلا ريبٍ ولا فندِ

إن كنته فلماذا قلت فيه بأن

الحق سبحانه ركني ومعتمدي

لولا أنا لم بليس النفي تتبعه

ولا ينفي أب عنه ولا ولد

والكاف عيني بلا شك وزائدة

في قول أكثرهم فاقرأ ولا تزد

في اللحن يثبت ما قلناه من شبه

ولم يكن كفء الله من أحد

لذا أتت سورةُ الإخلاص عن سبب

من يهتدي فيه بالهدي الصحيح هدي

إني أنزهك عن تنزيه أكثرهم

بما أتت فيه أرسالٌ لكم وقد

كما فديتك من تقديسِ عالمهم

في زعمه وهو في التقديس ذو عند

كيف الفداءُ وما شيء يعادله

لو افتدى أحد بما فديت فدي

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان محيي الدين بن عربي، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات