بين الحشا والعيون النجل حرب هوى

ديوان محيي الدين بن عربي

بَينَ الحَشا وَالعُيونِ النُجلِ حَربُ هَوىً

وَالقَلبُ مِن أَجلِ ذاكَ الحَربِ في حَرَبِ

لَمياءُ لَعساءُ مَعسولٌ مُقَبَّلُها

شَهادَةُ النَحلِ ما يَلقى مِنَ الضَرَبِ

رَيّا المُخَلخَلِ ديجورٌ عَلى قَمَرٍ

في خَدِّها شَفَقٌ غُصنٌ عَلى كُثُبِ

حَسناءُ حالِيَةٌ لَيسَت بِغانِيَةٍ

تَفتَرَّ عَن بَرَدٍ ظَلمٍ وَعَن شَنَبِ

تَصُدُّ جِدّاً وَتَلهو بِالهَوى لَعِباً

وَالمَوتُ ما بَينَ ذاكَ الجِدِّ وَاللَعبِ

ما عَسعَسَ اللَيلُ إِلّا جاءَ يَعقُبُهُ

تَنَفُّسُ الصُبحِ مَعلومٌ مِنَ الحِقَبِ

وَلا تَمُرُّ عَلى رَوضٍ رِياحُ صَباً

تَحوي عَلى كاعِباتٍ خُرَّدٍ عُرُبِ

إِلّا أَمالَت وَنَمَّت في تَنَسُّمِها

بِما حَمَلنَ مِنَ الأَزهارِ وَالقُضُبِ

سَأَلتُ ريحَ الصَبا عَنهُم لِتُخبِرَني

قالَت وَما لَكَ في الأَخبارِ مِن أَرَبِ

في الأَبرَقَينِ وَفي بَركِ العِمادِ وَفي

بَركِ العَميمِ تَرَكتُ الحَيَّ عَن كَثَبِ

لا تَستَقِلُّ بِهِم أَرضُ فَقُلتُ لَها

أَينَ المَفَرَّ وَخَيلُ الشَوقِ في الطَلَبِ

هَيهاتَ لَيسَ لَهُم مَعنىً سِو خَلَدي

فَحَيثُ كُنتُ يَكونُ البَدرُ فَاِرتَقِبِ

أَلَيسَ مَطلَعُها وَهمي وَمَغرِبُها

قَلبي فَقَد زالَ شُؤمُ البانِ وَالغَرَبِ

ما لِلغُرابِ نَعيقٌ في مَنازِلُنا

وَما لَهُ في نِظامِ الشَملِ مِن نَدَبِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان محيي الدين بن عربي، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات