بقوامه والطلعة الغراء

ديوان ابن مليك الحموي

بقوامه والطلعة الغراء

قد همت بالبيضاء والسمراء

من منذري من أسود الشامات في

نعمان تلك الوجنة الحمراء

سلطان حسن قد بدا بجبينه

يختال تحت عصابة بيضاء

لما أتت زحفا جيوش عذراء

هزم الكرى بكتيبة خضراء

وبحلة صفراء لاح فحبذا

بدر تشاهده من الصفراء

وعليه أرخى الشعر مبتسما وما

أحلى السرى في الليلة القمراء

يحكي الغزالة حين يبدو طلعة

ويفوقها بالمقلة السوداء

يحلو مشاهدة به قتلي عسى

فيه أكون غدا من الشهداء

في حبه والله مت صبابة

فلذاك أدعى ميت الأحياء

او طي على جمر الغضا قلبي ولم

يشعر بان اقوى على الايطاء

لا تعجبوا للتيه قلبي قد شوى

بل فاعجبوا لمحاسن الشوّاء

ما هاج جمر الشوق بين جوانحي

الا لكوني مجمع الاهواء

بي مذ رأى الف السهاد فقال لي

من صاد نومك قلت عين الراءي

ونعم يلذ لي الكرى لكن ارى

مهري عليه الذ من اغفائي

ساق اذا ما لم تدر صهباؤه

فيديرها من مقلة حوراء

ما ازور الحاظا بمجلس لذة

الا حلا شربي على الزوراء

لام العذول وظن جهلا انه

رشدي يريد فزاد في اغوائي

واتى يحذرني الغرام وما درى

اني ارى التحذير كالاغراء

قال اسله فبذاك لم يبق الهوى

يوما بها شيئا من الاشياء

فاجبت ان كانت يدي صفرا فكم

عندي لموسى من يد بيضاء

من في بروج السعد اضحى طالعا

حتى سما شرفا على الجوزاء

بالمال يفعل يوم معترك الندا

ما تفعل الاعداء بالاعداء

فهو الجواد ولا جواد في الورى

ابدا يجاريه على الغبراء

كالنمل تأتيه الوفود لأنه

بالحمد اضحى آية الشعراء

بمديحه المتمسكون تعرفوا

لكمال معرفة به وذكاء

وقعت مواهبه على فقري كما

يقع الدواء على عظيم الداء

كم سر مشتاقا وضر مشاققا

افديه في السراء والضراء

يمناه لي بحر اذا ما عاهدت

فتشير لي كل اصبع بوفاء

كم بالندا راي لها نشر الندى

وطوى بها صاد حديث الطاءي

مولاي يا بحر المكارم والوفا

واخا النوال وواحد العلياء

خذها اليك عقيلة جاءتك من

فرط الحيا تمشي على استحياء

وافتك تبدي العذر عن تأخيرها

والعذر مقبول من العذراء

قد احسنت فيك المديح وابدعت

في حسنها ناهيك بالحسناء

لا زلت في ميدان كل فصاحة

طلق العنان وفارس الشعراء

والمحرز القصبات في سبق العلا

لو نيط شأو المجد بالزرقاء

ما حرك العود النسيم وصفّقت

ورق الغصون على غنا الورقاء

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن مليك الحموي، شعراء العصر المملوكي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات