بفي الشامتين الصخر إن كان مسني

ديوان الفرزدق

بِفي الشامِتينَ الصَخرُ إِن كانَ مَسَّني

رَزِيَّةُ شِبلي مُخدِرٍ في الضَراغِمِ

هِزَبرٍ إِذا أَشبالَهُ سِرنَ حَولَهُ

تَشَظَّت سِباعُ الأَرضِ مِن ذي النَحائِمِ

أَرى كُلَّ حَيٍّ لا يَزالُ طَليعَةً

عَلَيهِ المَنايا مِن فُروجِ المَخارِمِ

وَما أَحَدٌ كانَ المَنايا وَراءَهُ

وَلَو عاشَ أَيّاماً طِوالاً بِسالِمِ

فَلَستُ وَلَو شَقَّت حَيازيمَ نَفسِها

مِنَ الوَجدِ بَعدَ اِبنَي نَوارَ بِلائِمِ

عَلى حَزَنٍ بَعدَ اللَذَينِ تَتابَعا

لَها وَالمَنايا قاطِعاتُ التَمائِمِ

يُذَكِّرُني اِبنَيَّ السِماكانِ مَوهِناً

إِذا اِرتَفَعا بَينَ النُجومِ التَوائِمِ

فَقَد رُزِئَ الأَقوامُ قَبلِيَ بِاِبنِهِم

وَإِخوانِهِم فَاِقني حَياءَ الكَرائِمِ

وَمِن قَبلُ ماتَ الأَقرَعانِ وَحاجِبٌ

وَعَمرٌ وَماتَ المَرءُ قَيسُ اِبنُ عاصِمِ

وَماتَ أَبي وَالمُنذِرانُ كِلاهُما

وَعَمروُ اِبنُ كُلتومٍ شِهابُ الأَراقِمِ

وَقَد ماتَ خَيراهُم فَلَم يُهلِكاهُمُ

عَشِيَّةَ بانا رَهطَ كَعبٍ وَحاتِمِ

وَقَد ماتَ بِسطامُ اِبنُ قَيسٍ وَعامِرٌ

وَماتَ أَبو غَسّانَ شَيخُ اللَهازِمِ

فَما اِبناكِ إِلّا اِبنٌ مِنَ الناسِ فَاِصبِري

فَلَن يَرجِعَ المَوتى حَنينُ المَآتِمِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الفرزدق، شعراء العصر الأموي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تحن بزوراء المدينة ناقتي

تَحِنُّ بِزَوراءِ المَدينَةِ ناقَتي حَنينَ عَجولٍ تَبتَغِ البَوَّ رائِمِ وَيا لَيتَ زَوراءَ المَدينَةِ أَصبَحَت بِأَحفارِ فَلجٍ أَو بِسَيفِ الكَواظِمِ وَكَم نامَ عَنّي بِالمَدينَةِ لَم يُبَل…

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات