بدا الحركات ثم انفك عنها

ديوان الطغرائي

بدا الحركات ثم انفكّ عنها

وزايلها لخفتها السكونُ

وكوّن هذه الأكوان حر

وبرد منهما يبس ولين

ولما كانت الحركات دوراً

وتحت الدور مركزها الأمينُ

ودار الحر فوق البرد حيناً

تولد منهما لين متين

فلما استل منه الحر ليناً

بدا في الجوهر اليبس الكمين

وتم لها طبائع مفرادات

خفيات لأظهرها بطونُ

لأعلاها بأسفلها اتصال

وآخرها بأولها رهينُ

فافلاك تدبرها نجوم

تدور كما يدور المنجنونُ

وقد تبعت مزاجات المبادي

تراكيب تفرُ بها العيونُ

وحين تفاوت التركيب فيها

تغايرت الاسامي والفنونُ

فهذا سرنا المكتوم فطن

لما قلناه والعلم المصونُ

ولا تستودع الاسرار إلا

فؤادك فهو موضعها الأمينُ

إذا حُفّاظ سرك زيد فيهم

فذاك السر أضيعُ مايكونُ

قرينك لا يكونُ قرين سوء

فإنَّ السر يسلبه القرينُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الطغرائي، شعراء العصر المملوكي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة المضيرية

”” حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: كُنْتُ بِالبَصْرَةِ، وَمَعِي أَبُو الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ رَجُلُ الفَصَاحَةِ يَدْعُوهَا فَتُجِيبُهُ، وَالبَلاغَةِ يَأَمُرُهَا فَتُطِيعُهُ، وَحَضَرْنَا مَعْهُ دَعْوَةَ بَعْضِ التُّجَّارِ، فَقُدِمَتْ…

تعليقات