بات عهد الصبا وباقي جديده

ديوان البحتري

باتَ عَهدُ الصِبا وَباقي جَديدِه

بَينَ إِعوازِ طالِبٍ وَوُجودِه

وَلِما قَد تُقاوِيانِ مَنَ اللَه

وِ بَيانٌ في بيضِ فَودٍ وَسودِه

وَعَجيبٌ طَريفُ ذا الشَعرِ الأَب

يَضِ أَبدى خُلوقَةً مِن تَليدِه

هَل مُبَكٍّ عَلى الشَبابِ بِمُستَغ

زَرِ دَمعِ الأَسى عَلى مَفقودِه

زَمَناً ما أَعاضَ مَذمومُهُ الآ

تي بَديلاً نَرضاهُ مِن مَحمودِه

فائِتاً لا نَسومُ رَجعَةَ ماضي

هِ وَلا نَرتَجي دُنُوَّ بَعيدِه

مِنكِ طَيفٌ أَلَمَّ وَالأُفقُ مَلآ

نَ مِنَ الفَجرِ وَاِعتِراضِ عَمودِه

زائِرٌ أَشرَقَت لِزَورَتِهِ أَغ

وارُ أَرضِ العِراقِ بَعدَ نُجودِه

أَرَبُ النَفسِ كُلَّهُ وَمَتاعُ ال

عَينِ في خَدِّهِ وَفي تَوريدِه

مُعطِياً في وِصالِهِ في كَرى النَو

مِ الَّذي كانَ مانِعاً في صُدودِه

يَقَظاتُ المُحِبُّ ساعَةُ بُؤسا

هُ وَنَعماءُ عَيشِهِ في هُجودِه

ما نُرى خِلفَةَ اللَيالي تُرينا

شَرَفاً مِثلَ بَأسِ خِضراً وَجودِه

وَالعُلا سُلَّمٌ مَراقيهِ خَطّا

بُ أَبي عامِرٍ إِلى مَسعودِه

دَلهَمِيٌّ إِذا اِدلَهَمَّ دُجى الخَط

بِ كَفَت فيهِ شُعلَةٌ مِن وُقودِه

حَسَبٌ لَو كَفى مِنَ المَجدِ كافٍ

لَاِكتَفى مُستَزيدِهِ مِن مَزيدِه

يَتَقَرّى الغادي رَباعَ سَماحٍ

مِن نَصيبينِهِ إِلى بَرقَعيدِه

سَيِّدٌ مِني عُبَيدٍ مَوالي ال

ناسِ مِن فَوقِهِم شَراوى عَبيدِه

نارُ حَربٍ تَرى الأَعادي خُموداً

حينَ يَرجونَ راحَةً مِن خُمودِه

بَيتُهُم في عِدِيِّهِم مُرتَقى النَج

مُ أَوانَ اِنتِهائِهِ في صُعودِه

لَم تُمارِس بِهِ الأَراقِمُ حَتّى

عَرَفَ العاجِمونَ شِدَّةَ عودِه

مُستَشارٌ في المُعضِلاتِ إِذا ما اِر

تَفَعَ الخَطبُ عَن نِداءِ وَليدِه

وَمُصيبٌ مَفاصِلَ الرَأيُ إِن حا

رَبَ كانَت آراؤُهُ مِن جُنودِه

قَوَّمَت عَزمَهُ الأَصالَةُ وَالرُم

حُ يُقيمُ الثِقافُ مِن تَأويدِه

كَم صَريحٍ إِلَيهِ غَشَّت بَياضاً

أَوجُهِ المَكرُماتِ سودُ أُسودِه

ظاهَرَت مِن عَتادِهِ تَغلِبُ الغُل

بُ لِمَجدٍ وَكَثَّرَت مِن عَديدِه

وَمُعانٌ مِنَ السِيادَةِ خِرقُ

أَجمَعَت وائِلٌ عَلى تَسويدِه

مَأثُراتٌ عَلِقنَهُ وَمُتاحُ الحَظ

ظِ أَدنى إِلى اِمرِىءٍ مِن وَريدِه

اِلتَقَت في رَبيعَةَ اِبنِ نِزارٍ

بَينَ أَعيانِها سَراةُ جُدودِه

عَجِلٌ بِالَّذي تُنيلُ يَداهُ

إِنَّ بُطءَ النَوالِ مِن تَنكيدِه

مُشرِقٌ بِالنَدى وَمِن حَسَبِ السَي

فِ لِمُستَلِّهِ ضِياءُ حَديدِه

ضَحِكاتٌ في إِثرِهِنَّ العَطايا

وَبُروقُ السَحابِ قَبلَ رَعودِه

تَتَقاضى وَعيدَهُ نُوَبُ الدَه

رِ وَيَهمي السَحابُ مِن مَوعودِه

كادَ مُمتاحَهُ لِسابِقِ جَدوا

هُ يَكونُ الإِصدارُ قَبلَ وُرودِه

يا أَبا عامِرٍ عَمِرتَ وَلُقّي

تَ مِنَ العَيشِ باكِراتِ سُعودِه

كُلُّ دَهرٍ نُنبى بِهِ أَو نَراهُ

مُخبِرٌ مِن سَراتِكُم عَن عَميدِه

عادَ بَغيُ الأَعداءِ هُلكاً وَقِدماً

أَهلَكَ الحِجرَ بَغيُ أَشقى ثَمودِه

وَرَأَوكَ اِعتَلَيتَ فَاِنتَحَروا حِق

داً عَلى مُبدِءِ العُلُوِّ مُعيدِه

حَسَداً في العُلا وَنما في جَميعِ ال

ناسِ أَبلى بِذي عُلاً مِن حَسودِه

هاكَها ذاتَ رَونَقٍ يَتَباهى

وَشيُها المُستَعادُ عِندَ نَشيدِه

كَنزُ ذِكرٍ يَزيدُ فيهِ نَماءً

أَن تُجيدوا حِباءَكُم لِمُجيدِه

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان البحتري، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات