انظر الكل لطيفا

ديوان عبد الغني النابلسي

انظر الكل لطيفا

لا ترى شيئا كثيفا

إنما الكل معاني

فخبيثاً وشريفا

صبغة الله الذي قد

شرع الدين حنيفا

لا ترى من دونه في

خلقه شيئاً مخيفا

واكشف الستر مقاماً

في ذرى القرب منيفا

وعن الأكوان طراً

كن بمولاك عفيفا

هو حق وسواه

باطل جاء لفيفا

ووجود مطلق عن

قيده شف شفيفا

جعل الكامل منا

عنه في الأرض خليفا

كل شيء في يديه

كله صار الوريفا

لم يزل منه قوياً

ومن النفس ضعيفا

فإذا أمحل قطر

حله أصبح ريفا

حيث كاس الحق تجلى

وشراب الغير عيفا

منيتي في مستواها

تبعث الروح هفيفا

ولأقلام التجلي

سمعت أذني صريفا

هي ذات الخال فيها

لم تجد إلا لهيفا

أنزلت قولاً ثقيلاً

جعل الكون خفيفا

جذبتني بالمجالي

نحوها جذباً عنيفا

وأقامتني إماماً

بين قومي وعريفا

وبها صرت بصيراً

بعد ما كنت كفيفا

وبأنواع كمال

منحت عقلي السخيفا

فأنا اليوم بها في

أهلها قمت وصيفا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عبد الغني النابلسي، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات