الحمد لله على إنعامه

ديوان ابن نباتة المصري

الحمد لله على إنعامه

واصل للدين فضل حكَّامه

من والدٍ في العلى ومن ولدٍ

قد جاء عن علمه وأعلامه

لو لم يكن في علومه ملكاً

ما زيدَ تاجاً شعار أيامه

مراتب الشرع أو علائمه

قد توّجت باسمه وأقلامه

ليت العلائي تاج مصر رأى

ذا التاج في مصر وفي شامه

مكلَّل الوصف بالفرائد من

صاغة حلى القريض نظَّامه

وابن عليّ عالٍ لنجمٍ سما

فهو على الأفق تاج بهرامه

عربي محض العلى عمائمه

تيجان أخواله وأعمامه

ينفح عن راحتيه نشر ندى

كأنما الزهر حشو أكمامه

ذو البيت حجّ الرجا إليه ومن

عسفان دهر ميقات إحرامه

إلى حمى علمه وأنعمه

لكلِّ سامي الطلاّب مستامه

لطالب الجود ملء رغبته

وطالب العلم ملء أفهامه

وشائع الاسم عند خنصره

وسامع الفضل عند إبهامه

حسبك بين الأنصار تبصر من

دعا لنصر قديم إقدامه

عبية خير الورَى التي سلمت

من بيت ذي قولة ومن ذامه

أقلام أثباتهم كأنصلهم

حمى لدين الهدى وإسلامه

عليّ يا ذا الفقار من قلمٍ

يقدّ قد العادي بأرغامه

دمْ واحداً للعلوم يعجبه

من التصانيف أنس أحلامه

تسخو لنا بالعيان وابن دقي

ق العيد طيف يسخو بألمامه

مباركاً حيث كانَ حامله

عيون غيد فتور إسقامه

في كلِّ يومٍ له وليل دجى

سباق صوامه وإقدامه

كأن جنح الدجى يمدُّ يداً

من الثريَّا للمسِ أقدامه

نعم وهنئت دهر سيدنا

قاضي قضاة الزمان حكَّامه

مثلك في نسكه وسؤدده

مطهَّر في جميع أقسامه

أحكامه الزهر وهي واصلة

بالحق أيدي أسباب إعظامه

الله وهَّاب عبده شرفاً

وفره فيه قسم قسَّامه

وأسرة جانسوا إذا حكموا

إكراه عدل القضا بإكرامه

يا آل سبك الخلاص مجدهم

نطقتم الشعر بعد إفحامه

أحلامكم قد زكت وحاسدكم

بين كرى همِّه وأوهامه

نام وسرتم شتَّان حينئذ

ما بين أحلامكم وأحلامه

غايات قوم مبدا سريّكم

في رتب الفضل بيت أقوامه

يهدى له المدح في نفائسه

والذخر من درّه نجا تامه

وما عسى ذوي المديح تحمل من

طيبه في الثنا وتمامه

إلى سريٍّ فاق السراة وما

زيد نبات الفلا كقلاَّمه

ما الروض يروي شذا النسيم لنا

صحائحاً من حديث نمامه

أعبق من ذكره ولا عبق المس

ك المسمَّى أقلّ خدَّامه

ولا حيا السحب في تراكمها

بالودق تسخو طلال تسجامه

عن ابن عبَّاسها الدجون روت

والبرق يروي عن ابن بسَّامه

أسمح منه بما حوته يده

في يومهِ والسحاب في عامه

ولا بحار الطوفان طائفة

كالبحر في صدره وأكمامه

ولا ولا أو يعود قائلها

من بعد إفصاحه كتمتامه

خذها نباتيَّة المدائح من

جائد فكر القريض همامه

سابق مدَّاحكم وأجدرهم

بأن تبدا إعدام إعدامه

لا زالَ مهدِي اليتيم من درر ال

مدح يراكم ثمال أيتامه

سام وحام الثنا لكم صحفاً

وجاءَ في سامه وفي حامه

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن نباته المصري، شعراء العصر المملوكي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات