الحمد لله الذي خصنا

ديوان الطغرائي

الحمد لله الذي خصّنا

بالعلم والعقبى لمن يشكر

ألهمنا علم أداة لنا

مكتومة تخفى ولا تظهر

معمولة من جوهر خالص

داخله من خارج يبصر

في رأسها فتح وإكليلها ال

مقلوب في داخلها يقطرُ

ممرّد الصرح له غرفة

غامضة المسلك لا تظهر

أم ملوك الأرض في جوفها

جنينها الأبيض والأحمر

تسقيهم فهي بهم برة

من لبن العذراء ما يحصر

تحملهم في جوفها أشهرا

معدودة تتبعها أشهرُ

وإنما إكليلها ثديها

يرضعه الأصغر فالأكبر

في جوفها تقبر موتاهمُ

حيناً ومن باطنها تحشرُ

لطيفة الخصر وأردافها

وجيدها من خصرها أكبرُ

في وسط البحر ومن تحتها

نار حضان أبداً تسعرُ

هذي أداة القوم أظهرتُها

بارزة وهي التي تضمرُ

فضحت أسرارهمُ دفعة

وبحتُ بالسر لمن يشعرُ

وبؤتُ بالذنب ومن خالقني

أستوهبُ الذنبَ وأستغفرُ

فواصلوا الدرس ولا تسأموا

وأعملوا الفكر ولا تضجروا

وقايسوا أمركم تدركوا

مكنون سر الله واستبصروا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الطغرائي، شعراء العصر المملوكي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات