الجود لا ينفك حامده

ديوان أبو العتاهية

الجودُ لا يَنفَكُّ حامِدُهُ

وَالبُخلُ لا يَنفَكُّ لائِمُهُ

وَالعِلمُ حَيثُ يَصِحُّ عالِمُهُ

وَالحِلمُ حَيثُ يَعِفُّ حالِمُهُ

وَإِذا اِمرُؤٌ كَمَلَت لَهُ شُعَبُ ال

تَقوى فَقَد كَمَلَت مَكارِمُهُ

وَالصِدقُ حِصنٌ دونَ صاحِبِهِ

بُنِيَت عَلى رُشدٍ دَعائِمُهُ

وَالمَرءُ لا يَصفو هَواهُ وَلا

يَقوى عَلى خُلُقٍ يُداوِمُهُ

وَالنَفسُ ذاتُ تَخَلُّقٍ وَبِها

عَن نُصحِها داءٌ تُكاتِمُهُ

وَاِبنُ التَمائِمِ مِن حَوادِثِ رَي

بِ الدَهرِ لا تُغني تَمائِمُهُ

وَالدَهرُ يُسلِمُ مَن يَكونَ لَهُ

سَلِماً وَيُرغِمُ مَن يُراغِمُهُ

وَلَقَد بَليتُ وَكُنتُ مُطَّرِفاً

وَالشَيءُ يُخلِقُهُ تَقادُمُهُ

وَكَأَنَّ طَعمَ العَيشِ حينَ مَضى

حُلُمٌ يُحَدِّثُ عَنهُ حالِمُهُ

يا رُبَّ جيلٍ قَد سَمِعتُ بِهِ

وَرَأَيتُ قَد هَمَدَت خَضارِمُهُ

وَجَميعُ ما نَلهو بِهِ مَرَحاً

مِن لَذَّةٍ فَالمَوتُ هادِمُهُ

وَالناسُ في رَتعِ الغُرورِ كَما

رَتَعَت حِمى المَرعى بَهائِمُهُ

كُلٌّ لَهُ أَجَلٌ يُراوِغُهُ

وَيَحيدُ عَنهُ وَهوَ لازِمُهُ

يا ذا النَدامَةِ عِندَ ميتَتِهِ

وَالمَوتُ لَيسَ يُقالُ نادِمُهُ

أَمّا المُقِلُّ فَأَنتَ تَحقِرُهُ

فَإِذا اِستَراشَ فَأَنتَ خادِمُهُ

ما بالُ يَومِكَ لا تُعِدُّ لَهُ

فَلَيَقدَمَنَّ عَلَيكَ قادِمُهُ

رَقَدَت عُيونُ الظالِمينَ وَلَم

تَرقُد لِمَظلومٍ مَظالِمُهُ

وَالصُبحُ يُغبَنُ فيهِ لاعِبُهُ

وَاللَيلُ يُغبَنُ فيهِ نائِمُهُ

وَمَنِ اِعتَدى فَاللَهُ خاذِلُهُ

وَمَنِ اِتَّقى فَاللَهُ عاصِمُهُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو العتاهية، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات