الأكرمون طوال الدهر إن نسبوا

ديوان الأحوص الأنصاري

الأَكرَمونَ طَوالَ الدَهرِ إِن نُسِبوا

والمُجتَدون إِذا لا يُجتَدى أَحَدُ

والمانِعونَ فَلا يُسطاعُ ما مَنَعوا

والمُنجِزونَ لما قالوا إِذا وَعَدوا

والقائِلونَ بِفَصلِ القَولِ إِن نَطَقوا

عِندَ العَزائِمِ والموفونَ إِن عَهِدوا

مَن تُمسِ أَفعالُهُ عاراً فَإِنَّهُمُ

قَومٌ إِذا ذُكِرَت أَفعالُهُم حُمِدوا

قَومٌ إِذا انتَسَبوا أَلفَيتَ مَجدَهُمُ

مِن أَوَّلِ الدَهرِ حَتّى يَنفَدَ الأَمَدُ

إِذا قُرَيشٌ تَسامَت كانَ بَيتُهُمُ

مِنها إِلَيهِ يَصيرُ المَجدُ والعَدَدُ

لا يَبلُغُ الناسُ ما فيهِم إِذا ذُكِروا

مِل مَجدِ إِن أَجحَفوا في المَجدِ أَو قَصَدوا

هُم خَيرُ سُكّانِ هَذي الأَرضِ نَعلَمُهُم

لَو كانَ يُخبِرُ عَن سُكّانِهِ البَلَدُ

يَبقى التُّقى والغِنى في الناسِ ما عَمِروا

وَيُفقَدانِ جَميعاً إِن هُمُ فُقِدوا

وَما مَدَحتُ سِوى عَبدِ العَزيزِ وَما

عِندي لِحيٍّ سِوى عَبدِ العَزيزِ يَدُ

إِذا اجتَهَدتُ ليُحصي مَجدَهُم مدحي

لَم أعشُر المَجدَ مِنهُم حينَ أجتَهِدُ

إِنّي رَأَيت ابنَ لَيلى وَهوَ مُصطَنَعٌ

موَفَّقاً أَمرُهُ حَيثُ انتَوى رَشَدُ

أَقامَ بِالناسِ لَمّا أَن نَبا بِهِمُ

دونَ الإِقامَةِ غَورُ الأَرضِ والنجدُ

والمُجتدي مُوقِنٌ أَن لَيسَ مُخلِفَهُ

سَيبُ ابنِ لَيلى الَّذي يَنوي وَيَعتَمِدُ

لَو كانَ يَنقُصُ ماءَ النيلِ نائِلُهُ

أَمسَى وَقَد حانَ مِن جَمَّاتِهِ نَفَدُ

يَبني عَلى مَجدِ آباءٍ لَهُ سَلَفوا

يَنمى لِمَن وَلَدوا المَهدُ الَّذي مَهَدوا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الأحوص الأنصاري، شعراء العصر الأموي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات