اسكنت قلبي لحدك

ديوان ابن نباتة المصري

اسكنت قلبيَ لحدك

لا خيرَ في العيشِ بعدك

ما الدارُ بعدكَ عندِي

أرى وإلاَّ فعندك

يسيلُ أحمرُ دمعي

لمَّا تذكَّرت خدّك

وقُدْ بالهمِّ قلبي

لمَّا تذكَّرت قدّك

يا سائلَ الدمعِ إيهٍ

فما أجوّزُ ردَّك

أقصدتني يا زماني

كأنَّني كنتُ قصدك

وكانَ ما خفتُ منه

فأجْهِدِ الآنَ جهدَك

لا لينك اليومَ أرجو

ولستُ أرهبُ شدَّك

قبضت كفّ مرادِي

فاقدحْ بقلبيَ زندَك

وراحَ دينار خد

عليهِ كم خفت نقدَك

عبد الرحيم برغمِي

أن تسقي العينُ عهدَك

فأجعل النوم وردِي

في الليلِ والدَّمع وردَك

أشقيت جدّي بثُكلٍ

بُنيَّ يا ثُكل جدّك

أبكي فيبكي كأنَّا

حمائمُ النوحِ بعدَك

ما كنتُ أحمل هجراً

فكيفَ أحملُ فقدَك

وما تخيَّلت أنِّي

أشكو صدَاك وصدَّك

لهفي عليكَ لحسنٍ

قد كانَ أسبل برْدَك

لهفي عليكَ لعقلٍ

قد كانَ أحسنَ عقدَك

لهفي عليكَ لثغرٍ

قد كان يفضل عقدَك

لم لأنسَ لثمكَ لما

أحسستُ بالموتِ بعدَك

والله لا سمتُ صبري

من بعد ما سمتُ شهدَك

أفٍّ لقلبيَ إنْ لم

يوفّ بالحزنِ ودَّك

وقوعِ بيتي لسنٍّ

لم يوفِ في العمر عدَّك

كنتَ الهلالَ لأفقٍ

فعارضَ الأفقُ سعدَك

وكنتَ فرعَ نباتٍ

فأذبلَ الموتُ ورْدَك

وكنتَ نهرَ بحارٍ

لو عشت أحييت مجدَك

وآهاً لأقلامِ علمٍ

عدِمنَ يا نهرُ مدَّك

لا غَرْوَ إن باتَ دمعي

بالرَّيِّ ينجز وعدَك

أصبحتُ في الحزنِ وحدِي

إذ كنتُ في الحسنِ بعدَك

فيا أسايَ تمرّد

ويا سلوِّي تمردك

ويا حيا الغيثِ أجزِلْ

لذابلِ العطفِ رِفدَك

واجْعل بكاكَ عليهِ

نداكَ والنوْحَ رعدَك

فأنتَ صاحبُ عهدٍ

فوفّ للحسنِ عهدَك

ويا رحيماً دَعاهُ

واصلْ برُحماكَ عبدَك

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن نباته المصري، شعراء العصر المملوكي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات