اسأل الفوعة الشديدة حزنا

اسأل الفوعة الشديدة حزنا - عالم الأدب

اسألِ الفوعةَ الشديدةَ حزْناً

عنْ مُهنَّا هيهاتَ أينَ مُهَنَّا

أينَ زينُ البلادِ عينُ البرايا

شيخُ أهلِ الزمانِ لفظاً ومعنى

أينَ مَنْ كانَ أبهجَ الناسِ وجهاً

فَهْوَ أسمى منَ البدورِ وأسنى

أينَ حلفُ الصلاةِ والصومِ زهداً

مَنْ على مثلِهِ الخناصرُ تُثنى

أين شيخي وقدوتي وصديقي

وحبيبي وكلُّ ما أتمنى

وأشدُّ الصحابِ عوناً وأوفا

هم وقاراً وأضحكُ الناسِ سنَّا

يا لها مِنْ رزيَّةٍ ووفاةٍ

طبقَتْ بالمصابِ سهلاً وحزنا

كيفَ لا يعظمُ المصابُ لصدر

نحنُ منهُ مودة وَهْوَ منَّا

جعفريُّ السلوكِ والوضعِ حتى

قالَ عَبْسٌ عنهُ مُهنَّا مهنا

أيُّ قلبٍ بهِ ولوْ كان صخراً

ما يحاكي الخنساءَ نوحاً وحزنا

أذكرَتْنا وفاته بأبيه

وأخيه أيامَ كانوا وكنَّا

مِنْ عظيمِ البلاءِ فقدُ عظيمٍ

كان للسالكين ذخراً وركنا

أصبحَ القلبُ بعدَهُ في جحيم

وَهْوَ حَبْرٌ في جنةٍ يتثنى

يا عيوني لم تنظري كمهنا

أسعديني بمدمعٍ ليس يفنى

أظلمَتْ بعدَهُ البلاد وقالتْ

ما بَقِيْ مَنْ يقيم للزهدِ وزنا

يا مهنَّا أنا المنغَّصُ وحدي

لا بل العالمونَ إنساً وجنَّا

فسأبكيكَ ما حييتُ وحقي

أنني لا أقرُّ بعدَكَ جَفْنَا

كم حسبنا مِنَ الأمورِ ولكنْ

ما حسبنا سريعَ بُعْدِكَ عنَّا

يا دفيناً قبلي ولو كان هذا

باختياري لكنْتُ قبلَكَ دَفْنَا

ليتني متُّ قبلَ هذا فإني

حاملٌ فيكَ ما شجاني وأضنى

سيدي أنتَ كنتَ تُؤْثِرُ هذا

زالَ ذاكَ الأذى وفارقْتَ سجنا

ولقيتَ الكريمَ والمرتجى مِنْ

فضلِه أنْ تنالَ ما تتمنى

فاذكرِ العهدَ واحتفلْ بصديقٍ

حسَّنَ الظنَّ فيكَ لا خابَ ظنا

قدَّسَ اللهُ سرَّ قبرِ مهنا

فَهْوَ مِنْ أطيبِ البقاعِ وأهنا

وسقى قبرَ جدِّهِ وأبيهِ

وأخيهِ غيثاً تبسَّمَ مزنا

ورعانا بجاههم وحمانا

بحماهُمْ وبدَّل الخوفَ أمنا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن الوردي، شعراء العصر المملوكي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات