اربع على الطلل الذي انتسفت

ديوان أبو نواس

اِربَع عَلى الطَلَلِ الَّذي اِنتَسَفَت

مِنهُ المَعالِمُ أَنجُمَ النَحسِ

وَاِستَوطَنَتهُ العُفرُ قاطِنَةً

وَلَقَد يَكونُ مَرابِعَ الإِنسِ

لَعِبَت بِهِ ريحٌ يَمانِيَةٌ

وَحَواصِبٌ تَرَكَتهُ كَالطَرسِ

فَلَئِن عَفا وَعَفَت مَعالِمُهُ

فَلَقَد خَضَعتُ وَكُنتُ ذا نَفسِ

وَحَلَلتُ عَقدَ هَوايَ مُقتَصِراً

لِصَبوحِ موفِيَةٍ عَلى الشَمسِ

صَفراءَ سِلكُ جُمانِ لُؤلُؤُها

أَلِفاتُ كاتِبِ سَيِّدِ الفُرسِ

تَرمي الحَبابَ بِمِثلِهِ صُعُداً

دَقَّت مَسالِكُها عَنِ النَحسِ

وَكَأَنَّما هِيَ حينَ تُبرِزُها

لِلشارِبينَ عُصارَةُ الوَرسِ

وَإِذا تُرامُ تَفوتُ لامِسَها

مِثلَ الهَباءِ يَفوتُ بِاللَمسِ

وَمُوَحَّدٍ في الحُسنِ جَلَّلَهُ

بِرِدائِهِ ذو الطولِ وَالقُدسِ

إِن شِئتَ قُلتَ خَريدَةٌ جُلِيَت

لِلشَربِ يَومَ صَبيحَةِ العُرسِ

وَأُعيذُهُ مِن أَن يَكونَ لَهُ

ما تَحتَ مِئزَرِها مِنَ الرَجسِ

غَنّى عَلى طَرَبٍ يُرَجِّعُهُ

لِيَحُثَّ كَأسَ مُعاوِدِ الحَبسِ

يا خَيرَ مَن وَخَدَت بِأَرحُلِهِ

نُجبُ الرِكابِ بِمَهمَهٍ حَلسِ

فَثَنى عَلَيهِ لَواحِظاً نَطَقَت

مِنهُ بِمِثلِ نَواطِقِ المَسِّ

وَثَنى يُغَنِّنا مُعارِضَهُ

لِمَنِ الدِيارُ بِجانِبَي لَجسِ

فَلَوَ اِنَّ قَسّاً كانَ حاضِرَهُ

لَصَبَت إِلَيهِ عِبادَةُ القَسِّ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو نواس، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات