إن سرور المدام لم يدم

ديوان أبو العلاء المعري

إِنَّ سُرورَ المُدامِ لَم يَدُمِ

بَل أَعقَبَت بِالهُمومِ وَالسَدمِ

وَالكَأسُ مِن كاسَ في التَعَثُّرِ وَال

نُدمانُ لَفظٌ أَتى مِنَ النَدَمِ

ما زالَ مُستَهتِراً بِها لَهِجاً

حَتّى اِنثَنى موسِراً مِنَ العَدَمِ

كَيفَ لَهُ أَن يَكونَ شارِبَها

بِالأَهلِ بَعدَ السَوامِ وَالخَدَمِ

أَقبَلَ يُهوي بِها إِلى فَمِهِ

حَتّى تَرقّى يَفري مِنَ الأَدَمِ

يُوَسَّعُ الجِلدَ وَالعِظامَ لَها

أَطبِقَةً مازَجَت دَماً بِدَمِ

مَقتولَةٌ في الحَديثِ ضاحِكَةٌ

مَوطوءَةٌ في القَديمِ بِالقَدَمِ

قَد ظَهَرَ السِرُّ بَعدَ خُفيَتِهِ

مِن قائِلٍ بِالزَمانِ وَالقِدَمِ

لَم تُخلِدِ الراحُ وَالمَزاهِرُ وَال

قَيناتُ حَيَّي عادٍ وَلا قُدُمِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو العلاء المعري، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات