إن الفناء طهارة الإنسان

ديوان عبد الغني النابلسي

إن الفناء طهارة الإنسانِ

لصلاة معرفة البعيد الداني

فصلاةُ معرفةِ الإله بغير ما

طهرِ الفناءِ عديمةُ الأركان

والكفر فيها ظاهر بكلامه

وبفعله وإزالة الإيمان

إن الفناء طهارة مفروضة

لصلاةِ معرفةٍ على الإنسان

وهي الفناء المحض بالتطهير عن

خبث الجسوم كثائف الحيوان

وعن النفوس لطائف الكون التي

حدثت فقل حدث من الحدثان

وطهارة الأخباث والأحداث لا

تجزي بغير الماء ذي السيلان

والماء ماء الغيب ينزل من سما

غيب الإله على فؤاد عاني

لا بد ذاك يكون ماءً مطلقاً

عما يخالطه من الأكوان

حتى به حدث يزول وإن يكن

ماء تراه مقيداً بمعاني

فهو المقيد وهو ليس برافع

حدثاً كما قالته أهل الشان

لكنهم في رفعه خبثاً لهم

قولان والرفع اقتضاءُ بيان

والماء ذاك المطلق الصرف الذي

هو بالوجود يراد في القرآن

تحقيق كل حقيقة بالحق إذ

هو لا سواه وكل شيء فاني

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عبد الغني النابلسي، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات