إن الزمان يغرني بأمانه

ديوان أبو العتاهية

إِنَّ الزَمانَ يَغُرُّني بِأَمانِهِ

وَيُذيقُني المَكروهَ مِن حَدَثانِهِ

وَأَنا النَذيرُ مِنَ الزَمانِ لِكُلِّ مَن

أَمسى وَأَصبَحَ واثِقاً بِزَمانِهِ

ما الناسُ إِلّا لِلكَثيرِ المالِ أَو

لِمُسَلِّتٍ ما دامَ في سُلطانِهِ

فَإِذا الزَمانُ رَمى الفَتى بِمُلُمَّةٍ

كانَ الثِقاتُ عَلَيهِ مِن أَعوانِهِ

أَقلِل زِيارَتَكَ الصَديقَ وَلا تُطِل

هِجرانَهُ فَيَلِجَّ في هِجرانِهِ

وَاِعلَم بِأَنَّكَ لا تُلائِمُ كُلَّ مَن

أَلقى إِلَيكَ تَلَهُّفاً بِلِسانِهِ

إِنَّ الضَديقَ يَلِجُّ في غِشيانِهِ

لِصَديقِهِ فَيَمَلُّ مِن غِشيانِهِ

حَتّى تَراهُ بَعدَ طولِ مَسَرَّةٍ

بِمَكانِهِ مُستَثقِلاً لِمَكانِهِ

وَأَخَفُّ ما يُلفى الفَتى ثِقلاً عَلى

إِخوانِهِ ما كَفَّ عَن إِخوانِهِ

وَإِذا تَوانى عَن صِيانَةِ نَفسِهِ

رَجُلٌ تُنُقِّصَ وَاِستُخِفَّ بِشانِهِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو العتاهية، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات