إني رأيت وجودا لست أعرفه

ديوان محيي الدين بن عربي

إني رأيت وجوداً لست أعرفه

وكيف أعلم من بالعلم أجهله

لولا الوجودُ الذي منا يصرِّفه

فيها لما كان قلبٌ يفصله

إلى وجودٍ إلى ذاتٍ إلى صفة

إلى نعوتٍ له جاءت تكلمه

إن النفوسَ بأوهام تخيله

وبالتوهم نفسٌ ما تحصله

إذا يفصله علمي يحدّده

وهمي وما يقبل التفصيل يجمله

إذا الجمال لمن يهوى الجميل به

والناس أعلمهم به تجمله

فيحمل الكلَّ عن أهل الكلالِ فتى

يدري بأنَّ انبساط الحقِّ يحمله

أخوك يا ابنة عمران شبيهك في

كفالة المجتبى والله يكفله

له عليك كما قد جاءنا درج

لذاك فاز بما منه يؤمله

عمداً يراه إذا ما الكون يفصله

عن الإله ترى الرحمن يوصله

وتلك منزلةٌ عظمى يعينها

له من الله بالزلفى منزله

إذا عبيدٌ تراه في مخالفة

لله جود الإله الحقِّ يمهله

وليس تهمله إلا عنايته

به فيمهله وليس يهمله

وتلك منزلة جاءت بها كتب

ما كان يحظى بها لولا تنزله

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان محيي الدين بن عربي، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات