إني إلى خير البرية كلها

ديوان الفرزدق

إِنّي إِلى خَيرِ البَرِيَّةِ كُلِّها

رَحَلتُ وَما ضاقَت عَلَيَّ المَطامِعُ

إِلى القائِدِ المَيمونِ وَالمُهتَدى بِهِ

إِذِ الناسُ مَتبوعٌ وَآخَرُ تابِعُ

طُبِعتَ عَلى الإِسلامِ وَالحَزمِ وَالنَدى

أَلا إِنَّما تُبدي الأُمورَ الطَبائِعُ

فَداكَ رِجالٌ أَوقَدوا ثُمَّ أَخمَدوا

مَنازِلُهُم مِن كُلِّ خَيرٍ بَلاقِعُ

أَرى الشَمسَ فيها الروحُ سيقَت هَدِيَّةً

إِلَيَّ وَقَد أَعيَت عَلَيَّ المَضاجِعُ

تَبَسَّمُ عَن غُرٍّ عِذابٍ كَأَنَّها

أَقاحٌ تُرَوّيها الذِهابُ اللَوامِعُ

كَأَنَّ مُجاجَ النَحلِ بَينَ لِثاتِها

وَماءُ سَحابٍ أَحرَزَتهُ الوَقائِعُ

وَكادَت بَناتُ النَفسِ تَخرُجُ وَالحَشا

وَتَنفَضُّ مِن وَجدٍ عَلَيها الأَضالِعُ

أَراني إِذا دارٌ بِظَمياءَ طَوَّحَت

أَخا زَفَراتٍ تَعتَقِبها الفَواجِعُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الفرزدق، شعراء العصر الأموي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات