إنا فهمنا عنه أمثالا لنا

ديوان عبد الغني النابلسي

إنا فهمنا عنه أمثالاً لنا

هو ضاربٌ فينا بخلقٍ أكملِ

لم نضرب الأمثالَ نحن له ولم

نعدل عن النهج القويم الأعدلِ

ولهم ضربنا قوله الأمثالَ في

حق الذين تقدموا فتأمَّلِ

لا تضربوا الأمثال لله الذي

قد قال ذلك في الكتاب المنزلِ

فالله يعلم والبرية كلهم

لا يعلمون بمجمل ومفصَّلِ

ومتى رأينا عالماً في صورة

كونية قلنا هو الحق الجلي

رام الظهور بصورة في علمه

وبها توجه للحضيض الأسفل

والكل ذو علم ولو بحقيقة

فيما مضى والآن والمستقبل

والحق عنها قد تنزه قبلها

وهو المنزه بعدها عنها العلي

والحكم فيها قد أتى منه على

ما كان منها في القديم الأول

وهو الذي ما زال عن إطلاقه

وهي التي عن نفيها لم ننزل

لكنها ثبتت به منه له

كشفاً بعلمٍ ليس بالمتحوّل

وتخصُّصاً بإرادة وتقدُّراً

بالقدرة القصوى عن المتأمل

فاشهده منها مطلقاً في نفسه

ومقيداً بخصوصها المتأثِّل

أو شئت فاشهدها به معدومة

لما تزل وهو الشهيد لها الولي

إن الشهادة والولاية كانتا

للحق حتى صارتا بالحق لي

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عبد الغني النابلسي، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات