إما بقيت فهلك غيرك هين

ديوان الشريف المرتضى

إمّا بقيتَ فهلكُ غيرك هّينٌ

وإذا نجوتَ فجرمُ دهرك يغفرُ

وإذا المَحاذر تِهنَ عنك فما لنا

ولنا الأمان عليك شيءٌ يُحذرُ

ما نَحن إلّا لِلرّدى وإلى الرّدى

فمقدَّمٌ لحِمامه ومؤخَّرُ

وعلى المنيّةِ طُرقنا ومسيرُنا

والرّجلُ تهفو والأخامص تعثرُ

ذاق الرّدى متكِرّمٌ ومبخّلٌ

وأتى الحِمامَ معجّلٌ ومعمّرُ

كم شذّبتْ منّا السّنون وكم طوى

منّا الخضارمَ ذا التّراب الأغبرُ

لا تربةٌ إلّا وَفيها للبِلى

خدٌّ أسِيلٌ أو جبينٌ أزهرُ

مَن عاشَ إِمّا مات أو كانت له

في كلّ يومٍ عَبرةٌ تتحدّرُ

وَهوَ الزّمان فضاحكٌ مستغرِبٌ

ممّا اِستَفادَ وناشجٌ مستعبِرُ

وَقُصورنا قَصران هذا مُخرَبٌ

متعطّلُ حزناً وهذا يُعمرُ

وَعُيوننا عَينان هذي دمعُها

متحلّقٌ ودموع أخرى تقطرُ

إِنّ المصيبة في الأحبّةِ للفتى

لو كان يعلم نعمةٌ لا تُشكرُ

فَدعِ التذكّر للذين تطارحوا

بيدِ المنون فهالكٌ لا يُذكرُ

وإِذا جرى قَدَرٌ بشيءٍ فاِرضَه

فالمُعتبون لَساخِطو ما يُقدَرُ

باهِ الرّجالَ بفضل حلمك فيهمُ

وَاِفخَرْ بِه فَبِمثل ذلك يفخَرُ

وَإِذا ألمَّ بك الزّمان فلا تَلُمْ

خُلْساتِه فَلما خطاهُ أكثرُ

ولطالما عزّيت غيرَك في ردىً

بالصّبر والمُعزى بصبرٍ يصبرُ

ما إِنْ رمتنا بالجنادل شدّةٌ

إلّا وَأَنتَ لها الأشدُّ الأصبرُ

تفدِي الإناثُ ذكورَهنَّ من الورى

ويقِي الكبيرَ من الحمامِ الأصغَرُ

ولْيُسْلَ عنها إنّها درجتْ ولل

تقوى الإزارُ وللعفافِ المِئزَرُ

كسرٌ له جَبرٌ بأمثالٍ له

ووقاك ربُّكَ كسرةً لا تُجبرُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الشريف المرتضى، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات