إليك سمت يا ابن الوليد ركابنا

ديوان الفرزدق

إِلَيكَ سَمَت يا اِبنَ الوَليدِ رِكابُنا

وَرُكبانُها أَسمى إِلَيكَ وَأَعمَدُ

إِلى عُمَرٍ أَقبَلنَ مُعتَمِداتِهِ

سَراعاً وَنِعمَ الرَكبُ وَالمُتَعَمَّدُ

وَلَم تَجرِ إِلّا جِئتَ لِلخَيلِ سابِقاً

وَلا عُدتَ إِلّا أَنتَ في العودِ أَحمَدُ

إِلى اِبنِ الإِمامَينِ اللَذَينِ أَبوهُما

إِمامٌ لَهُ لَولا النُبوَّةُ يُسجَدُ

إِذا هُوَ أَعطى اليَومَ زادَ عَطاؤُهُ

عَلى ما مَضى مِنهُ إِذا أَصبَحَ الغَدُ

بِحَقِّ اِمرِئٍ بَينَ الوَليدِ قَناتُهُ

وَكِندَةَ فَوقَ المُرتَقى يَتَصَعَّدُ

أَقولُ لِحَرفٍ لَم يَدَع رَحلُها لَها

سَناماً وَتَثويرُ القَطا وَهوَ هُجَّدُ

عَلَيكِ فَتى الناسِ الَّذي إِن بَلَغتِهِ

فَما بَعدَهُ في نائِلٍ مُتَلَدَّدُ

وَإِنَّ لَهُ نارَينِ كِلتاهُما لَها

قِرىً دائِمٌ قُدّامَ بَيتَيهِ توقَدُ

فَهَذي لِعَبطِ المُشبَعاتِ إِذا شَتا

وَهَذي يَدٌ فيها الحُسامُ المُهَنَّدُ

وَلَو خَلَّدَ الفَخرُ اِمرَأً في حَياتِهِ

خَلَدتَ وَما بَعدَ النَبِيُّ مُخَلَّدُ

وَأَنتَ اِمرُؤٌ عُوِّدتَ لِلمَجدِ عادَةً

وَهَل فاعِلٌ إِلّا بِما يَتَعَوَّدُ

تُسائِلُني ما بالُ جَنبِكَ جافِياً

أَهَمٌّ جَفا أَم جَفنُ عَينِكَ أَرمَدُ

فَقُلتُ لَها لا بَل عِيالٌ أَراهُمُ

وَما لُهُمُ ما فيهِ لِلغَيثِ مَقعَدُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الفرزدق، شعراء العصر الأموي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات