إلى كم إذا ما غبت ترجى سلامتي

ديوان أبو العتاهية

إِلى كَم إِذا ما غِبتُ تُرجى سَلامَتي

وَقَد قَعَدَت بي الحادِثاتُ وَقامَتِ

وَعُمِّمتُ مِن نَسجِ القَتيرِ عِمامَةً

رُقومُ البِلى مَرقومَةٌ في عِمامَتي

وَكُنتُ أَرى لي في الشَبابِ عَلامَةً

فَصِرتُ وَإِنّي مُنكِرٌ لِعَلامَتي

وَما هِيَ إِلّا أَوبَةٌ بَعدَ غَيبَةٍ

إِلى الغَيبَةِ القُصوى فَثَمَّ قِيامَتي

كَأَنّي بِنَفسي حَسرَةً وَنَدامَةً

تَقَطَّعُ إِذ لَم تُغنِ عَنّي نَدامَتي

مُنى النَفسِ مِمّا يوطِئُ المَرءَ عَشوَةً

إِذا النَفسُ جالَت حَولَهُنَّ وَحامَتِ

وَمَن أَوطَأَتهُ نَفسُهُ حاجَةً فَقَد

أَساءَت إِلَيهِ نَفسُهُ وَأَلامَتِ

أَما وَالَّذي نَفسي لَهُ لَو صَدَقتُها

لَرَدَّدتُ تَوبيخي لَها وَمَلامَتي

فَلِلَّهِ نَفسٌ أَوطَأَتني مِنَ العَشا

حُزوناً وَلَو قَوَّمتُها لَاستَقامَتِ

وَلِلَّهِ يَومٌ أَيُّ يَومِ فَظاعَةٍ

وَأَفظَعُ مِنهُ بَعدُ يَومُ قِيامَتي

وَلِلَّهِ أَهلي إِذ حَبَوني بِحُفرَةٍ

وَهُم بِهَواني يَطلُبونَ كَرامَتي

وَلِلَّهِ دُنيا لا تَزالُ تَرُدُّني

أَباطيلُها في الجَهلِ بَعدَ استِقامَتي

وَلِلَّهِ أَصحابُ المَلاعِبِ لَو صَفَت

لَهُم لَذَّةُ الدُنيا بِهِنَّ وَدامَتِ

وَلِلَّهِ عَينٌ أَيقَنَت أَنَّ جَنَّةً

وَناراً يَقينٌ صادِقٌ ثُمَّ نامَتِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو العتاهية، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة المضيرية

”” حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: كُنْتُ بِالبَصْرَةِ، وَمَعِي أَبُو الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ رَجُلُ الفَصَاحَةِ يَدْعُوهَا فَتُجِيبُهُ، وَالبَلاغَةِ يَأَمُرُهَا فَتُطِيعُهُ، وَحَضَرْنَا مَعْهُ دَعْوَةَ بَعْضِ التُّجَّارِ، فَقُدِمَتْ…

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات