إلى العين قبل الكف يبدو شعاعه

ديوان القاضي الفاضل

إِلى العَينِ قَبلَ الكَفِّ يَبدو شُعاعُهُ

وَلَيسَ شُعاعُ الجودِ شَيئاً سِوى البِشرِ

وَجودٌ هُوَ القَطرُ الَّذي هُوَ دائِرُ

عَلَيهِ حَديثُ الناسِ في البَحرِ وَالبَرِّ

كَذَلِكَ إِن لُمتُ الصَديقَ جَرى عَلى

لِساني وَلَكِن ما وَصَلتُ إِلى صَدري

أَرى لَكَ في نَبذِ الحُقوقِ خَليفَةً

أَخافُ عَلَيها مِن مُنابَذَةِ الدَهرِ

فَإِن كُنتَ مِن لَيلِ السَعادَةِ في العِشا

فَكُلُّ عِشاءٍ بَعدَهُ مَطلَعُ الفَجرِ

وَإِنَّ لِأَسماءِ الكِرامِ مَغابِراً

إِذا خَطَرَت في الحَقلِ يَوماً عَلى الفِكرِ

فَتَنصَرِفُ الأَسما اِنصِرافَ بَني الوَغى

عَن الحَربِ في حالَيهِمُ الفَتحِ وَالكَسرِ

وَإِن قُلتَ إِنّي البَحرُ قُلنا وَفَوقَهُ

وَلَكِنَّهُ لا يُجتَلى بِسِوى الدُرِّ

وَإِن قُلتَ إِنّي السَيفُ قُلنا وَفَوقَهُ

وَلَكِنَّهُ لَم يَغنَ حَدّاهُ عَن نَصرِ

وَإِن قُلتَ إِنَّ العُمرَ شَيءٌ مُؤَقَّتٌ

صَدَقتَ وَلَكِنّي أُزيدُكَ في العُمرِ

وَإِن يَتَساوَ الخَلقُ في مَورِدِ الرَدى

فَلَم يَتَساوَالخَلقُ في مَورِدِ الذِكرِ

وَإِن قُلتَ مِصرٌ ما عَلى الأَرضِ مِثلُها

فَما وَكَّلَ اللَهُ العِبادَ إِلى مِصرِ

وَقَد قَسَمَ اللَهُ القِطارَ عَلى الثَرى

وَما لِثَراها قَطُّ قِسمٌ مِنَ القَطرِ

وَإِن أَجلَبوا بِالنَيلِ وَالنَيلُ قَد زَها

فَكَم قَلَّدَ اللَهُ البَسيطَةَ مِن نَهرِ

قَرارَتُهُ مِنها اِستَدارَت كَأَنَّها ال

مِراةُ بَل الأَنهارُ كَالسَيفِ إِذ تَجري

كَذَلِكَ ما كانَت نِساءً رِجالُهُم

تُعِدُّ المَرايا لا الحُسامَ الَّذي يَفري

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان القاضي الفاضل، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

السّعادةُ والشّقاءُ

يختلفُ مفهومُ السّعادةِ والشّقاءِ باختلافِ المجالِ الفكريِّ والآراءِ والتَّوجُّهاتِ، فنجدُ مفاهيمَ عديدةً تختلفُ بينَ اللُّغةِ والفلسفةِ وعلمِ النَّفسِ والاجتماعِ والدّينِ وغيرِها من مجالاتِ الفكرِ والمعرفةِ…

تعليقات