إلى إحسان مولانا الرفاعي

ديوان عبد الغفار الأخرس

إلى إحسان مولانا الرفاعي

بكشكول الرَّجاء مددت باعي

هو القطب الذي لا قطب يدعى

سواه في الأنام بلا نزاع

عريض الجاه ذو قدر كريمٍ

طويل الباع بل رحب الذراع

تَولَّدَ من رسول الله شبلٌ

به دانت له كلُّ السباع

وقبّل كفَّ والده جهاراً

غدت بالنور بادية الشعاع

وشاهدنا الثقات وكل فرد

رآها بانفراد واجتماع

فتلك فريّة لم يخط فيها

سواه من مطيع أو مطاع

عشقت طريق حضرته عياناً

وأما الغير يعشق بالسماع

بذكر جلاله وعلاه نمشي

رويداً فوق أنياب الأفاعي

فماء زلاله يروي غليلي

وروضي إن تنكرت المراعي

ولم أعبأ بجعجعة وطحن

فذاك الصخر خرّ من اليفاع

مجيري إن تعاقبت الرزايا

وغوثي إن تكاثرت الدواعي

إذا ما الدهر جلَّلَنا بخطب

وأورث صدعه سوء الصداع

بهمته العليّة إن توالت

نكيل خطوبه صاعاً بصاع

أبا العلمين سيِّدنا المفدى

على وجل أتيتُ إليك ساعي

أتيتك زائراً أبغي قبولاً

ففيك توصلي ولك انقطاعي

أتيت إليك أشكو من ذنوب

تولدها بنا قبح الطباع

فما كذبت بما أرجو ظنوني

ولا خابت بنا تلك المساعي

لقد عصرتنيَ الأيام حتَّى

جرى من مقلتي لبن الرضاع

لك الهمم التي شهد المعادي

بها إذ لا سبيل إلى الدفاع

إذا خفقت رياح العزم منها

أمِنَّا في حماه من الضياع

وليس سواه في حزم وعزم

يبين لنا المضيع من المضاع

فهذا ملجأ من حلَّ فيه

يَعُدْ من غير خوف وارتياع

أُمَرِّغُ حُرَّ وجهي في ترابٍ

به التمريغ للجنَّات داعي

وقفنا والجفون لها مسيل

بهاتيك الأماكن والبقاع

فكم من مقلة للشوق أذرت

وأجرت دمعها دون امتناع

فيا بن الأكرمين جعلت مدحي

بكم خير ارتداء وادّراع

إذا ما رمت أنّ أحصي ثناكم

طلبت بذاك غير المستطاع

ألا إنَّ الذنوب لقد توالت

وجاءت وهي حاسرة القناع

فقد أصبتنيَ الدنيا إليها

وغرَّتني بأنواع الخداع

فخذ بيدي بأرض الحشر يوماً

يساوي بالجبان وبالشجاع

وأدركني ومن نفسي أجرني

وأنعم في قبولك باصطناعي

فقد ناجيتها لما أتينا

رويدك وابشري أن لا تراعي

وإنِّي عُدتّ في نفسي وجسمي

مليئاً بالهدى والانتقاع

بلى روحي لديك لقد أقامت

تشاهدُ نقطة السر المذاع

أُوَدِّعُ حضرة ملئت جلالاً

وليس لنا سواها اليوم راعي

كريم بالسلام لدى حضوري

ولكني بخيل بالوداع

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عبد الغفار الأخرس، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات