إذا ما غضوب غاضبت كل ريبة

ديوان أبو العلاء المعري

إِذا ما غَضوبٌ غاضَبَت كُلَّ رَيبَةٍ

وَكانَت لَميسٌ لا تَقِرُّ عَلى اللَمسِ

فَقَد حازَتا فَضلَ الحَياةِ وَعُدَّتا

مَكانَ الثُرَيّا في المَكارِمِ وَالشَمسِ

أَخَمسينَ قَد أَفنَيتُها لَيسَ نافِعي

بِتَأخيرِ يَومٍ أَن أَعَضَّ عَلى خَمسي

نُرَجّي إِياباً مِن غَدٍ وَهُوَ آيِبٌ

وَكانَ صَواباً لَو بَكَينا عَلى أَمسِ

وَمازالَ هَذا الجِسمُ مُذ فارَقَ الثَرى

عَلى تَعَبٍ حَتّى أُعيدَ إِلى الرَمسِ

أَلَم تَرَ أَيّامَ الفَتى في عِظاتِهِ

بِهَمسٍ تُناجي أَو أَدَقَّ مِنَ الهَمسِ

تَوَخَّت عَواريَّ المُلوكِ بِرَدِّها

جِهاراً وَآثارَ الأَكارِمِ بِالطَمسِ

وَلَم تَترُكِ العِزَّ القَديمَ لِفارِسٍ

وَلَم تَرعَ حَقّاً مِن فَوارِسِها الحُمسِ

أَرَتكَ بِرُغمِ الأَنفِ سَيفَ اِبنِ ظالِمٍ

حَمائِلُهُ مَوصولَةٌ بِفَتى الحُمسِ

وَصارَ دَمُ الديكِ المُؤَذِّنِ سُحرَةً

لِأَهلِ المَغاني حُسوَةً لِفَمِ النِّمسِ

وَما سَرَّني أَنّي اِبنُ ساسانَ أَغتَدي

عَلى المَلِكِ في الإيوانِ أُصبِحُ أَو أُمسي

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو العلاء المعري، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات