إذا كنت للسلطان خدنا فلا تشر

ديوان الطغرائي

إِذا كنتَ للسُلطانِ خِدْنَاً فلا تُشِرْ

عليه بما يُؤذي به الدهرَ مسلما

فقد جاء في أمثالهم أنَّ ثعلباً

وذئباً أصابا عندَ ليثٍ تقدُّمَا

أضرَّ به جُوعٌ طويلٌ فشَفَّهُ

وأبقى له جِلداً رقيقاً وأعظُما

ففازَ لديهِ الذئبُ يوماً بخلوةٍ

فقال كفاكَ الثعلبُ اليومَ مطعما

فكُلْهُ وأطعِمْهُ فما هو شكلُنَا

ولستُ أرى في أكلهِ لك مأثما

فلما أحسَّ الثُعْلُبانُ بكيدِه

تطبَّبَ عندَ اللَّيثِ واحتال مُقدِما

وقال أرى بالمَلْكِ داءً مماطِلاً

تهدَّمَ منه جسمُه وتحطَّمَا

وفي كَبِدِ الذئب الشِفاءُ لدائِه

فإِنْ نالَ منها يَنْجُ منه مُسَلَّما

فصادفَ ذا منه قَبولاً فعندَها

أحال على الذئب الخبيث فصمَّما

فأفلتَ ممسوخَ الإِهابِ مرمَّلاً

فلما رآه الثُعْلُبانُ تبسَّمَا

وصاحَ بهِ يا لابسَ الثوبِ قانياً

متى تخلُ بالسُلطانِ فاسكت لتسلما

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الطغرائي، شعراء العصر المملوكي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

بديع الزمان الهمذاني – المقامة المضيرية

”” حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: كُنْتُ بِالبَصْرَةِ، وَمَعِي أَبُو الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ رَجُلُ الفَصَاحَةِ يَدْعُوهَا فَتُجِيبُهُ، وَالبَلاغَةِ يَأَمُرُهَا فَتُطِيعُهُ، وَحَضَرْنَا مَعْهُ دَعْوَةَ بَعْضِ التُّجَّارِ، فَقُدِمَتْ…

تعليقات