إذا كشف الزمان لك القناع

ديوان عنترة بن شداد

إِذا كَشَفَ الزَمانُ لَكَ القِناع

وَمَدَّ إِلَيكَ صَرفُ الدَهرِ باعا

فَلا تَخشَ المَنيَّةَ وَاِلقَيَنها

وَدافِع ما اِستَطَعتَ لَها دِفاعا

وَلا تَختَر فِراشاً مِن حَريرٍ

وَلا تَبكِ المَنازِلَ وَالبِقاعا

وَحَولَكَ نِسوَةٌ يَندُبنَ حُزن

وَيَهتِكنَ البَراقِعَ وَاللِفاعا

يَقولُ لَكَ الطَبيبُ دَواكَ عِندي

إِذا ما جَسَّ كَفَّكَ وَالذِراعا

وَلَو عَرَفَ الطَبيبُ دَواءَ داءٍ

يَرُدُّ المَوتَ ما قاسى النِزاعا

وَفي يَومِ المَصانِعِ قَد تَرَكن

لَنا بِفِعالِنا خَبَراً مُشاعا

أَقَمنا بِالذَوابِلِ سوقَ حَربٍ

وَصَيَّرنا النُفوسَ لَهَ مَتاعا

حِصاني كانَ دَلّالَ المَناي

فَخاضَ غُبارَها وَشَرى وَباعَ

وَسَيفي كانَ في الهَيجا طَبيب

يُداوي رَأسَ مَن يَشكو الصُداعا

أَنا العَبدُ الَّذي خُبِّرتَ عَنهُ

وَقَد عايَنتَني فَدَعِ السَماعا

وَلَو أَرسَلتُ رُمحي مَع جَبانٍ

لَكانَ بِهَيبَتي يَلقى السِباعا

مَلَأتُ الأَرضَ خَوفاً مِن حُسامي

وَخَصمي لَم يَجِد فيها اِتِّساعا

إِذا الأَبطالُ فَرَّت خَوفَ بَأسي

تَرى الأَقطارَ باعاً أَو ذِراعا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عنترة بن شداد، شعراء العصر الجاهلي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات