إذا رشقت قلبي سهام من الصد

ديوان عنترة بن شداد

إِذا رَشَقَت قَلبي سِهامٌ مِنَ الصَدِّ

وَبَدَّلَ قُربي حادِثُ الدَهرِ بِالبُعدِ

لَبَستُ لَها دِرعاً مِنَ الصَبرِ مانِع

وَلاقَيتُ جَيشَ الشَوقِ مُنفَرِداً وَحدي

وَبِتُّ بِطَيفٍ مِنكِ يا عَبلَ قانِع

وَلَو باتَ يَسري في الظَلامِ عَلى خَدّي

فَبِاللَهِ يا ريحَ الحِجازِ تَنَفَّسي

عَلى كَبِدٍ حَرّى تَذوبُ مِنَ الوَجدِ

وَيا بَرقُ إِن عَرَّضتَ مِن جانِبِ الحِمى

فَحَيِّ بَني عَبسٍ عَلى العَلَمِ السَعدي

وَإِن خَمَدَت نيرانُ عَبلَةَ مَوهِن

فَكُن أَنتَ في أَكنافِها نَيِّرَ الوَقدِ

وَخَلِّ النَدى يَنهَلُّ فَوقَ خِيامِه

يُذَكِّرُها أَنّي مُقيمٌ عَلى العَهدِ

عَدِمتُ اللِقا إِن كُنتُ بَعدَ فِراقِه

رَقَدتُ وَما مَثَّلتُ صورَتَها عِندي

وَما شاقَ قَلبي في الدُجى غَيرُ طائِرٍ

يَنوحُ عَلى غُصنٍ رَطيبٍ مِنَ الرَندِ

بِهِ مِثلُ ما بي فَهوَ يُخفي مِنَ الجَوى

كَمِثلِ الَّذي أُخفي وَيُبدي الَّذي أُبدي

أَلا قاتَلَ اللَهُ الهَوى كَم بِسَيفِهِ

قَتيلُ غَرامٍ لا يُوَسَّدُ في اللَحدِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عنترة بن شداد، شعراء العصر الجاهلي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات