إذا الأمر لم يمكن فكنه فإنه

ديوان محيي الدين بن عربي

إذا الأمر لم يمكن فكنه فإنه

قصارى حديثي أن أكونَ كأنهُ

بذا جاء نصُّ الشرع في غير موضعٍ

فمن لم يصدقني فيعلم أنهُ

عن الحقِّ مصروفٌ إلى غير وجهه

وعن مشهد التحقيق ربي أكنه

وأعلمُ ما المعنى الذي قام واستوى

على عرشه العلويِّ حين اجنَّه

وما هو إلا قربه ليس غيره

ولو كان ذا بعد لأسمعَ أذنه

خطاباً بليغاً يخرق السمعَ صوتُه

ويودعُ فيه من تكلم أذنه

وديعةَ حقٍّ لا وديعةَ حيلةٍ

فيضحى لما قد فات يقرعُ منه

كما صنع الرامي الذي جاز سهمه

فريسته فاستلزم القلبَ حزنه

فوسع مكانَ الضيقِِ منك تخلقا

فمن وسعَ الرحمن سهل حزنه

ولا شطر الأشياء الا بعينها

فقد يقلبُ الفرار وقتاً مجنه

إذا كنت ذا خبر لما أنت صانعٌ

له فعلمنا أنْ ستدرك حسنه

تأمل إذا ما قرَّبَ الشخصُ بيضة

هي الكل من شخص يقرّب بدنه

ويفضل عنها مثلها وزيادة

وهذا دليلٌ إن تحققت عينه

فخذ بالوجودِ الحقِّ ما دمت ههنا

ولا تبق شيئاً خلفكم لتجنه

فمن سنّ خيراً حاز من كل معتد

به خيره بالفعلِ إذ كان سنه

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان محيي الدين بن عربي، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات