إذا أنت يا ابن الكلب ألقتك نهشل

ديوان الفرزدق

إِذا أَنتَ يا اِبنَ الكَلبِ أَلقَتكَ نَهشَلٌ

وَلَم تَكُ في حِلفٍ فَما أَنتَ صانِعُ

أَلا تَسأَلونَ الناسَ عَنّا وَعَنَّكُم

إِذا عُظِّمَت عِندَ الأُمورِ الصَنائِعُ

تَعالَوا فَعُدّوا يَعلَمِ الناسُ أَيُّنا

لِصاحِبِهِ في أَوَّلِ الدَهرِ تابِعُ

وَأَيُّ القَبيلَينِ الَّذي في بُيوتِهِم

عِظامُ المَساعي وَاللُهى وَالدَسائِعُ

وَأَينَ تُقَضّي المالِكانِ أُمورَها

بِحَقٍّ وَأَينَ الخافِقاتِ اللَوامِعُ

وَأَينَ الوُجوهُ الواضِحاتِ عَشِيَّةً

عَلى البابِ وَالأَيدي الطِوالُ النَوافِعُ

تَنَحَّ عَنِ البَطحاءِ إِنَّ قَديمَها

لَنا وَالجِبالُ الباذِخاتُ الفَوارِعُ

أَخَذنا بِآفاقِ السَماءِ عَلَيكُمُ

لَنا قَمَراها وَالنُجومُ الطَوالِعُ

لَنا مُقرَمٌ يَعلو القُرومَ هَديرُهُ

بِذَخ كُلُّ فَحلٍ دونَهُ مُتَواضِعُ

هَوى الخَطَفى لَمّا اِختَطَفتُ دِماغَهُ

كَما اِختَطَفَ البازي الخَشاشَ المُقارِعُ

أَتَعدِلُ أَحساباً لِئاماً أَدِقَّةً

بِأَحسابِنا إِنّي إِلى اللَهِ راجِعُ

وَكُنّا إِذا الجَبّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ

ضَرَبناهُ حَتّى تَستَقيمَ الأَخادِعُ

وَنَحنُ جَعَلنا لِاِبنِ طَيبَةَ حُكمَهُ

مِنَ الرُمحِ إِذ نَقعُ السَنابِكِ ساطِعُ

وَكُلُّ فَطيمٍ يَنتَهي لِفِطامِهِ

وَكُلُّ كُلَيبِيٍّ وَإِن شابَ راضِعُ

تَزَيَّدَ يَربوعٌ بِهِم في عِدادِهِم

كَما زيدَ في عَرضِ الأَديمِ الأَكارِعُ

إِذا قيلَ أَيُّ الناسِ شَرُّ قَبيلَةً

أَشارَت كُلَيبٌ بِالأَكُفِّ الأَصابِعُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الفرزدق، شعراء العصر الأموي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الشعرية

حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ هِشَامٍ قَالَ: كُنْتُ بِبِلادِ الشَّامِ، وَانْضَمَّ إِلَى رُفْقَةٌ، فَاجْتَمَعْنا ذَاتَ يَوْم فِي حَلَقَةٍ، فَجَعَلْنا نَتَذَاكَرُ الشِّعْرَ فَنُورِدُ أَبْيَاتَ مَعَانِيِه، وَنَتَحاجى بِمَعَامِيهِ، وَقَدْ…

تعليقات