إذا أنت أزمعت الصنيعة مرة

ديوان ابن الرومي

إذا أنتَ أزمعتَ الصنيعةَ مرَّةً

فلا تعتصرْ ماء الصنيعة بالمطْلِ

ولا تخلطِ الحسنَى بسوءٍ فإنه

يجشّمُنا أن نخلطَ الشكر بالعذلِ

أترضَى بأن تُكنى بسهلٍ وأن تُرى

وما مطلبُ الحاجات عندَك بالسهلِ

أنِفْتُ لعشاقِ المكارمِ أن تُرى

مواعيدُهم مثلَ البوارق في المَحْلِ

ولا سيّما بعدَ المشيبِ وبعدَما

أراهم هدى منهاجِهم سُرجُ العقلِ

تعلَّمْ أبا سهلٍ بأنيَ عالمٌ

على علمِ ذي علمٍ بعلمي وذي جَهْلِ

وأني أرى حسنَ الأمورِ وقبحَها

بألوى من الآراء مستحكم الجدْلِ

وممّا أرى أنَّ النوالَ إذا أتى

على الكرهِ كان المنعُ خيراً من البذلِ

ولِمْ لا وقد ألجأتَ ملتمِسَ الجدا

إلى الطلب المذموم والخُلْق والوَغلِ

وأعطيته المنزور بعد مطاله

فخَسَّستَ منه وانتسبتَ إلى الفَضلِ

أرى الجزل من نيل الرجالِ هنيؤُهُ

وما نائلٌ جزلٌ مع المطلِ بالجزلِ

وها إنني من بعدها متمثّلٌ

بوَفْقٍ من الأمثال في منطقٍ فصلِ

مطلتَ مطال النخل فاثبتْ ثباتَهُ

وأجنِ جَناه أو فدعْ نكدَ النخْلِ

ولا يكُ ما تُجديه كالبقل خِسَّةً

وكالنخل تأخيراً فما ذاك بالعَدْل

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن الرومي، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات