أين بانوك أيها الحيرة البيضاء

ديوان الشريف الرضي

أَينَ بانوكِ أَيُّها الحيرَةُ البَي


ضاءُ وَالموطِئونَ مِنكِ الدِيارا


وَالأولى شَقَّقوا ثَراكِ مِن العُش


بِ وَأَجروا خِلالَكِ الأَنهارا


المُهيبونَ بِالضُيوفِ إِذا هَبَّ


ت شَمالاً وَالموقِدونَ النارا


كُلَّما باخَ ضَوؤُها أَقضَموها


بِالقُبَيباتِ مَندَليّاً وَغارا


رَبَطوا حَولَكِ الجِيادَ وَخَطّوا


لَكِ مِن مَركَزِ العَوالي عِذارا


وَحَموا أَرضَكِ الحَوافِرَ حَتّى


لَقَّبوا أَرضَها خُدودَ العَذارى


لَم يَدَع مِنكَ حادِثُ الدَهرِ إِلّا


عِبراً لِلعُيونِ وَاِستِعبارا


وَبَقايا مِن دارِساتِ طُلولٍ


خَبَّرَتنا عَن أَهلِها الأَخبارا


عَبِقاتِ الثَرى كَأَنَّ عَلَيها


لَطمَيّينِ يَنفُضونَ العِطارا


وَقِبابٍ كَأَنَّما رَفَعوا مِن


ها لِمُستَرشِدِ الظَلامِ مَنارا


عَقَدوا بَينَها وَبَينَ نُجومِ ال


أُفقِ مِن سالِفِ اللَيالي جِوارا


أَينَ عِقبانُكِ الخَواطِفُ حَلَّق


نَ وَأَبقَينَ عِندَكِ الأَوكارا


وَرِجالٌ مِثلُ الأُسودِ مَشوا في


كِ تَداعوا قَوائِماً وَشِفارا


حَبَّذا أَهلُكِ المُحِلّونَ أَهلاً


يَومَ بانوا وَحَبَّذا الدارُ دارا


لَم يَكونوا إِلا كَرَكبٍ تَأَنّى


بُرهَةً في مُناخِهِ ثُمَّ سارا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الشريف الرضي، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات