أيا لائمي في وقفة المتلوذ

ديوان أسامة بن منقذ

أَيا لائِمي في وِقفةِ المُتَلوِّذِ

عَلى عَرَصاتِ الدّارِ بالجَمرِ مُحْتَذي

أُقَلِّبُ في عِرْفانِها النّاظِرَ القذِي

لعمْرُكِ إنَّ البيتَ بالظاهرِ الذي

مررتُ فلم أُلْمِمْ بِه ليَ شائِقُ

يُراجِعُ قلبي عندَ رُؤْياه جَهْلَهُ

ويركبُ صعبَ الأمرِ فيه وسهلَهُ

ويَسْفَحُ فيه مَدْمَعي مُسْتَهِلَّهُ

وإنّ مُروري لا أكلِّم أهلهُ

أشدَّ مِن الموتِ الذي أَنا ذائِقُ

وفي ذلكَ البيتِ الذي أَتَعَزَّلُ

حِذارَ وُشاةِ الحيِّ أدماءُ مُغْزِلُ

يَجِدُّ هواها بالنفوسِ وتَهْزِلُ

وبِالجَزْعِ من أَعلى الجُنَيْنَةِ مَنْزلٌ

فسيحٌ شجا صدري بِهِ متضايِقُ

سأُعْلِنُ والمصدورُ لا بدَّ يَنْفُثُ

ضَمانَةَ حُبٍّ بالجَوانِهِ تَضْبِثُ

يُقاسِمُني صبري عليها ويَحْنَثُ

وماذا عَسى الواشون أَنْ يَتَحدَّثوا

سِوَى أَنْ يَقولوا إنّني لَكِ عاشِقُ

هَوىً في عَفافٍ لم تُدَنِّسْهُ ريبةُ

كَما كان يهوَى قيسُ لُبنى وتَوْبَةُ

أَقولُ وللواشي سهامٌ مُصيبةُ

أَجَلْ صَدَقَ الواشونَ أنتِ حبيبةٌ

إليّ وإنْ لمْ تصفُ مِنكِ الخَلائِقُ

سأخصعُ للطيفِ الملمِّ بعَتْبِكمْ

وأُلْصِقُ خدّي في الدّيارِ بتُرْبِكُمْ

وما زلتُ في حالَيْ نَواكُم وقُربِكمْ

يضمُّ عليَّ الليلُ أوصالَ حبِّكم

كما ضمَّ أطراف القميصِ البَنائِقُ

هي الدّارُ مَنْ لي أَنْ أسوفَ تُرابَها

وأبكي لَيالينا بها وانقلابَها

وسُمْراً بها تحمي الأعادي قِبابَها

كأنَّ على أنيابِها الخمرَ شابَها

بماءِ الندَى من آخِر اللّيلِ غابقُ

نَأَوْا وعَسى تدنُو بهمْ نِيّةٌ عَسى

بشمسٍ تردّت في الظّهيرةِ حِنْدِسا

كَأَنّ بِفيها الروضَ ليلاً تنفّسا

وما ذُقْتهُ إلاّ بعيني تفرَّسا

كَما شيمَ من أعْلَى السّحابِة بارِقُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أسامة بن منقذ، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات