أيا عجبا للناس في طول ما سهوا

ديوان أبو العتاهية

أَيا عَجَباً لِلناسِ في طولِ ما سَهَوا

وَفي طولِ ما اغتَرّوا وَفي طولِ ما لَهَوا

يَقولونَ نَرجو اللَهَ دَعوى مَريضَةً

وَلَو أَنَّهُم يَرجونَ خافوا كَما رَجَوا

تَصابى رِجالٌ مِن كُهولٍ وَجِلَّةٍ

إِلى اللَهوِ حَتّى لا يُبالونَ ما أَتَوا

فَيا سَوءَتا لِلشَيبِ إِذ صارَ أَهلُهُ

إِذا هَيَّجَتهُم لِلصِبا صَبوَةٌ صَبَوا

أَكَبَّ بَنو الدُنيا عَلَيها وَإِنَّهُم

لَتَنهاهُمُ الأَيّامُ عَنها لَوِ انتَهَوا

مَضى قَبلَنا قَومٌ قُرونٌ نَعُدُّها

وَنَحنُ وَشيكاً سَوفَ نَمضي كَما مَضَوا

أَلا في سَبيلِ اللَهِ أَيُّ نَدامَةٍ

نَموتُ كَما ماتَ الأُلى كُلَّما خَلَوا

وَلَم نَتَزَوَّد لِلمَعادِ وَهَولِهِ

كَزادِ الَّذينَ استَعصَموا اللَهَ وَاتَّقَوا

أَلا أَينَ أَينَ الجامِعونَ لِغَيرِهِم

وَما غَلَبوا غَشماً عَلَيهِ وَما اِحتَوَوا

رَأَيتُ بَني الدُنيا إِذا ما سَمَوا بِها

هَوَت بِهِمِ الدُنيا عَلى قَدرِ ما سَمَوا

وَكُلُّ بَني الدُنيا وَلَو تاهَ تائِهٌ

قَدِ اعتَدَلوا في الضَعفِ وَالنَقصِ وَاستَوَوا

وَلَم أَرَ مِثلَ الصِدقِ أَجلى لِوَحشَةٍ

وَلا مِثلَ إِخوانِ الصَلاحِ إِذا اتَّقَوا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو العتاهية، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

القوّةُ والضَّعفُ

الحياةُ بحرٌ هائجٌ من صراعِ الأضدادِ، والبحرُ حياةٌ تغصُّ بصراعِ النَّقائضِ، والنَّفسُ الإنسانيَّةُ حلبةٌ للصِّراعِ بينَ تلكَ المتناقضاتِ، والكونُ بكلِّ جزئيَّاتِه وكلِّيّاتِه قائمٌ على ذلكَ…

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات