أيا شبه ليلى لا تراعي فإنني

ديوان قيس بن الملوح

أَيا شِبهَ لَيلى لا تُراعي فَإِنَّني

لَكِ اليَومَ مِن بَينِ الوُحوشِ صَديقُ

وَيا شِبهَ لَيلى أَقصِرِ الخِطوَ إِنَّني

بِقُربِكِ إِن ساعَفتِني لَخَليقُ

وَيا شِبهَ لَيلى رُدَّ قَلبي فَإِنَّهُ

لَهُ خَفَقانٌ دائِمٌ وَبُروقُ

وَيا شِبهَها أَذكَرتَ مَن لَيسَ ناسِياً

وَأَشعَلتَ نيراناً لَهُنَّ حَريقُ

وَيا شِبهَ لَيلى لَو تَلَبَّثتَ ساعَةً

لَعَلَّ فُؤادي مِن جَواهُ يُفيقُ

وَيا شِبهَ لَيلى لَن تَزالَ بِرَوضَةٍ

عَلَيكَ سَحابٌ دائِمٌ وَبُروقُ

فَما أَنا إِذ أَشبَهتُها ثُمَّ لَم تَؤُب

سَليماً عَلَيها في الحَياةِ شَفيقُ

عُتِقتِ فَأَدّي شِكرَ لَيلى بِنِعمَةٍ

فَأَنتِ لِلَيلى إِن شَكَرتِ طَليقُ

فَعَيناكِ عَيناها وَجيدُكِ جيدُها

سِوى أَنَّ عَظمَ الساقِ مِنكِ دَقيقُ

وَكادَت بِلادُ اللَهِ يا أُمَّ مالِكٍ

بِما رَحُبَت مِنكُم عَلَيَّ تَضيقُ

يُذَكِّرُني لِلوَصلِ أَيّامَنا الأُلى

مَرَرنَ عَلَينا وَالزَمانُ وَريقُ

أَرُدُّ سَواءَ الطَرفِ عَنكِ وَما لَهُ

عَلى أَحَدٍ إِلّا عَلَيكِ طَريقُ

عَسى إِن حَجَجنا أَن نَرى أُمَّ مالِكٍ

وَيَجمَعَنا بِالنَخلَتَينِ مَضيقُ

تَتوقُ إِلَيكِ النَفسُ ثُمَّ أَرُدُّها

حَياءً وَمِثلي بِالحَياءِ حَقيقُ

وَلَو تَعلَمينَ الغَيبَ أَيقَنتِ أَنَّني

وَرَبِّ الهَدايا المُشعِراتِ صَديقُ

سَلي هَل قَلاني مِن عَشيرٍ صَحِبتُهُ

وَهَل ذَمَّ رَحلي في الرِفاقِ رَفيقُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان قيس بن الملوح، شعراء العصر الأموي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات