أيا بانتي وادي الأراك وقيتما

ديوان الطغرائي

أيا بانتَيْ وادي الأراكِ وُقيتُما

بنفسي وأهلي طارقَ الحدَثَانِ

أُحِبُّكما حُبَّ الجبانِ ذِماءَهُا

وإِنْ لم أكنْ يومَ الوغَى بجبانِ

ويُعجبُني أن تُسقيَا باكرَ الحَيَا

بأبطحَ وسمِيٍّ تراه هجانِ

فهل فيكما أنْ تُسعدانِي ساعةً

لأنشُدَ قلباً ضَلَّ منذُ زمان

تعرَّضَ لي في السِّربِ من ساحتيكما

غزالٌ رآني خُلسةً فرماني

وإِن عادَ ذاك السربُ يوماً بعينهِ

أخذتُ بحقي من أصابَ جناني

ألا مَنْ لصَبٍّ بالعراق يشوقه

تخلُّجُ برقٍ بالعُذَيبِ يماني

يغارُ عليه أن يشيم وميضَه

غرائرُ من أُدْم به وغَوانِي

ملكنَ على قلبي طريقَ سُلوِّهِ

ومَلَّكْنَ برحَ الوجدِ ثنيَ عناني

قضيتُ لُباناتِ الهَوى غيرَ لذةٍ

يُرابُ لها ذو غيرةٍ بحَصانِ

تعفُّ يدي ما بينَها وسريرتي

ويفسُقُ طرفي دونَها ولساني

وأخلو وقد رابَ الغيورُ بأمرِنَا

بريئين بُردَا يُمنةٍ عَطِرَانِ

ضمنتُ لصحبي أن أُفيقَ وقد أبتْ

ضمانةُ قلبي أن أفي بضماني

فمن لامني فليَطعَمِ الحبَّ قلبُهُ

ليعلمَ هل لي بالسُلوِّ يدانِ

أحِنُّ إِلى أرض الحجاز وفيهمُ

غريمٌ مُلِطٌّ لو يشاء قضاني

وآسى على تشييعهم حيثُ يممَّوا

تأَسُّفَ مقصوصٍ على الطيرانِ

همُ نزعوا عن طاعةِ الصبرِ بعدَهُم

يديَّ وأغروا ناجذي ببناني

وكيف أُرجِّي أن أُفَكَّ وهيِّنٌ

على طُلَقاء الحيّ أنّيَ عاني

ذخرتُكما يا صاحبيَّ لشدةٍ

فإِن لم تُعينا فاذهَبا ودعاني

نصحتُكما والنصحُ ما دام هاجماً

على ظنَّةٍ ضربٌ من الهَذَيانِ

وقلت أجيزا ساحةَ الحيّ واحذرا

هنالك طعنَيْ مقلةٍ وسنانِ

وهل تأمنانِ الفتكَ من فتياتِهم

وإن سمَحت فتيانُهم بأمانِ

وكم سالمٍ من طعنهمْ وهو عُرضَةٌ

لرشقَةِ عينٍ أو لطعنِ بَنَان

لَأَمنَعُ من نفسي عشيّةَ تنتهي

إِلى الحيّ بالبطحاء قعبُ لِبانِ

ستغدو وفي الأحشاءِ منا نوافذٌ

بغيرِ رماءٍ بيننا وطِعَانِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الطغرائي، شعراء العصر المملوكي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات