أيا باكي الأطلال غيرها البلى

ديوان أبو نواس

أَيا باكِيَ الأَطلالِ غَيَّرَها البِلى

بَكَيتَ بِعَينٍ لا يَجِفُّ لَها غَربُ

أَتَنعَتُ داراً قَد عَفَت وَتَغَيَّرَت

فَإِنّي لِما سالَمتَ مِن نَعتِها حَربُ

وَنَدمانِ صِدقٍ باكَرَ الراحَ سُحرَةً

فَأَضحى وَما مِنهُ اللِسانُ وَلا القَلبُ

تَأَنَّيتُهُ كَيما يُفيقُ وَلَم يُفِق

إِلى أَن رَأَيتُ الشَمسَ قَد حازَها الغَربُ

فَقامَ يَخالُ الشَمسَ لَمّا تَرَحَّلَت

فَنادى صَبوحاً وَهيَ قَد قَرُبَت تَخبو

وَحاوَلَ نَحوَ الكَأسِ مَشياً فَلَم يُطِق

مِنَ الضَعفِ حَتّى جاءَ مُختَبِطاً يَحبو

فَقُلتُ لِساقينا اسقِهِ فَانبَرى لَهُ

رَفيقٌ بِما سُمناهُ مِن عَمَلٍ نَدبُ

فَناوَلَهُ كَأساً جَلَت عَن خُمارِهِ

وَأَتبَعَهُ أُخرى فَثابَ لَهُ لُبُّ

إِذا اِرتَعَشَت يُمناهُ بِالكَأسِ رَقَّصَت

بِهِ ساعَةً حَتّى يُسَكِّنَها الشُربُ

فَغَنّى وَما دارَت لَهُ الكَأسُ ثالِثاً

تَعَزّى بِصَبرٍ بَعدَ فاطِمَةَ القَلبُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو نواس، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

القوّةُ والضَّعفُ

الحياةُ بحرٌ هائجٌ من صراعِ الأضدادِ، والبحرُ حياةٌ تغصُّ بصراعِ النَّقائضِ، والنَّفسُ الإنسانيَّةُ حلبةٌ للصِّراعِ بينَ تلكَ المتناقضاتِ، والكونُ بكلِّ جزئيَّاتِه وكلِّيّاتِه قائمٌ على ذلكَ…

تعليقات