أو تعطف العيس صعرا في أزمتها

ديوان الفرزدق

أَو تَعطِفَ العيسَ صُعراً في أَزِمَّتِها

إِلى اِبنِ لَيلى إِذا اِبزَوزى بِكَ السَفَرُ

فَعُجتُها قِبَلَ الأَخيارِ مَنزِلَةً

وَالطَيِّبي كُلِّ ما اِلتاثَت بِهِ الأُزُرُ

قَرَّبتُ مُحلِفَةً أَقحادَ أَسنُمِها

وَهُنَّ مِن نَعَمِ اِبنَي داعِرٍ سِرَرُ

مِثلُ النَعائِمِ يُزجينا تَنَقُّلَها

إِلى اِبنِ لَيلى بِنا التَهجيرُ وَالبُكَرُ

خوصاً حَراجيجَ ما تَدري أَما نَقِبَت

أَشكى إِلَيها إِذا راحَت أَمِ الدَبَرُ

إِذا تَرَوَّحَ عَنها البَردُ حُلَّ بِها

حَيثُ اِلتَقى بِأَعالي الأَسهُبِ العَكَرُ

بِحَيثُ ماتَ هَجيرُ الحَمضِ وَاِختَلَطَت

لَصافِ حَولَ صَدى حَسّانَ وَالحُفَرُ

إِذا رَجا الرَكبُ تَعريساً ذَكَرتُ لَهُم

غَيثاً يَكونُ عَلى الأَيدي لَهُ دِرَرُ

وَكَيفَ تَرجونَ تَغميضاً وَأَهلُكُمُ

بِحَيثُ تَلحَسُ عَن أَولادِها البَقَرُ

مُلقَونَ بِاللَبَبِ الأَقصى مُقابِلُهُم

عِطفا قَساً وَبِراقٌ سَهلَةٌ عُفَرُ

وَأَقرَبُ الريفِ مِنهُم سَيرُ مُنجَذِبٍ

بِالقَومِ سَبعَ لَيالٍ ريفُهُم هَجَرُ

سيروا فَإِنَّ اِبنَ لَيلى مِن أَمامِكُمُ

وَبادِروهُ فَإِنَّ العُرفَ مُبتَدَرُ

وَبادِروا بِاِبنِ لَيلى المَوتَ إِنَّ لَهُ

كَفَّينِ ما فيهِما بُخلٌ وَلا حَصَرُ

أَلَيسَ مَروانُ وَالفاروقُ قَد رَفَعا

كَفَّيهِ وَالعودُ ماءَ العِرقِ يَعتَصِرُ

ما اِهتَزَّ عودٌ لَهُ عِرقانِ مِثلُهُما

إِذا تَرَوَّحَ في جُرثومِهِ الشَجَرُ

أَلفَيتَ قَومَكَ لَم يَترُك لِأَثلَتِهِم

ظِلٌّ وَعَنها لِحاءُ الساقِ يُقتَشَرُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الفرزدق، شعراء العصر الأموي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات