أوى ربي إلي فما وقوفي

ديوان أبو العلاء المعري

أَوى رَبّي إِلَيَّ فَما وُقوفي

عَلى تِلكَ المَنازِلِ وَالأَواري

وَإِنَّ طَوارَ ذاكَ الرَبعِ أَودى

بِرَبرَبَ أَهلِهِ نوبٌ طَواري

عَواريُّ الفَتى مُتَعَقِّباتٌ

بُطونُ بَناتِهِ مِنها عَواري

فَنَزِّه ناظِرَيكَ عَنِ الغَواني

وَأَكرِم جارَتَيكَ عَنِ الحِوارِ

إِذا قَصُرَ الجِدارُ فَلا تَشَرَّف

لِتَنظُرَ ما تَسَتَّرَ في الجِوارِ

وَجَدتُ مُدى الحَوادِثِ واقِعاتٍ

بِلَبّاتِ المُثَلَّبِ وَالحُوارِ

وَلا تُعجِبُكَ رَيّا عِندَ رَيّا

وَلا نورٌ تَبَيَّنَ مِن نَوّارِ

وَأَعرِض عَن جِوارِ الدارِ أَوفَت

عَلَيهِ بِزينَةٍ أُصُلاً جَواري

تَّطَلَّع مِن سِوارِكَ بِاِختِلاسٍ

إِلى خَلخالِ غَيرِكَ وَالسِوارِ

زَوائِرُ بِالعَشيِّ وَمِزرُ شُربٍ

يُكَثِّرُ مَرزَياتِكَ وَالزَواري

عَلَيكَ العَقلَ وَاِفعَل مارَآهُ

جَميلاً فَهُوَ مُشتارُ الشِوارِ

وَلا تَقبَل مِنَ التَوراةِ حُكماً

فَأنَّ الحَقَّ عَنها في تَوارِ

أَرى أَسفارَها لِيَهودَ أَضحَت

بَواري قَد حُسِبنَ مِنَ البَوارِ

إِذا أَخلَصَت لِلخَلّاقِ سِرّاً

فَلَيسَت مِن ضَوائِرَكَ الضَواري

وَإِن مَرَّ الصُوارُ فَلا تَلَفَّت

بِمُطَرَّدِ النَسيمِ إِلى الصُوارِ

فَوارٍ مِن زِنادِكَ مِثلُ كابٍ

مَتّى ما حَلَّتِ الغِيَرُ الفَواري

أَسِربٌ حَولَ دُوارٍ نِساءٌ

بِمَكَّة أَو عَذارى دُوارِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو العلاء المعري، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات